رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

شهدت أيام الأسبوع يومين يبعثان على التفاؤل والإقبال على الحياة وسط عالم يموج بكم هائل من التحديات والأحداث التى تنغص على الناس حياتهم إن لم تؤد الى قصف أعمارهم. جاء اليوم الأول فى الثالث عشر من فبراير الذى تحدد يوما للإذاعة أو يوما للراديو حسب ما أقرته الأمم المتحدة. ونظرا لأننى أحد أبناء العمل الإذاعى، حيث أمضيت نصف عمرى المهنى متنقلا بين ميكروفونات إذاعات البرنامج العام والشرق الأوسط فى مصر وراديو الـNHK فى اليابان وصوت أمريكا فى واشنطن، فقد مثل لى الاحتفاء بهذه المناسبة فرصة لاستعادة الكثير من الذكريات الغالية مع زملاء أعزاء وأساتذة أجلاء تعلمنا على أياديهم كل فنون العمل الإذاعى وأخلاقيات الراديو وما بخلوا يوما بنقل ما لديهم من معرفة إلى الأجيال اللاحقة.

وفى هذا الصدد برزت أسماء الرواد عبدالحميد الحديدى ومحمد محمود شعبان (بابا شارو) وصفية المهندس وجلال معوض وأميمة عبدالعزيز وطاهر أبوزيد وعاطف عبدالحميد ومديحة نجيب وحسن شمس وآخرين، وهم جميعا من الراحلين ممن أسعدنى الحظ بأن أعمل تحت رئاستهم وأتتلمذ على أياديهم، وندعو لهم جميعا بالرحمة والمغفرة. ولا أنسى أيضاً فضل أساتذتنا الأحياء وبينهم الرواد أحمد سعيد وآمال فهمى وفهمى عمر وسامية صادق.. أمد الله فى أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية. 

ومن تقاليد العمل الإذاعى وأدبياته الحفاظ على ترتيب الأقدميات بين الزملاء بما يشبه الأقدميات وأهميتها فى القوات المسلحة. وقد تذكرت فى يوم الراديو كيف كنا فى مستهل عملنا نتوق إلى اليوم الذى يسمح لنا فيه بأن ننطق على الهواء النداء المحبب (هنا القاهرة) ولكن كان يفصلنا دائماً شهور وشهور من التدريب الشاق قبل أن ننطلق بذلك النداء على الهواء.

ومن الواجبات المهمة التى يقوم بها المذيع تحت التدريب كتابة التقرير اليومى للمذيعين ويتضمن المواعيد المقررة للمواد المذاعة على الهواء والمواعيد الفعلية، التى تمت فيها الإذاعة وفى حالة حدوث اختلاف بين الموعدين لابد من ذكر سبب الاختلاف. كما تتضمن التقارير محتويات البرامج المذاعة ونقدا موضوعيا لهذه البرامج. وعند حدوث أخطاء سواء فى البرامج المسجلة أو فيما يذاع على الهواء يتعين على مذيع الهواء أن يسجل ذلك فى ملحوظة منفصلة كانت ترسل بصورة عاجلة إلى رئيس الإذاعة ومدير البرامج. وكانت هذه، وأرجو أن تكون مازالت، من أهم الممارسات الإذاعية حيث يقوم المذيع بكتابة ملحوظة عن خطأ ارتكبه آخرون أو ارتكبه هو ويستوجب العقاب. ولا شك أن كل من عمل فى الحقل الإذاعى يدرك أن هذا العمل يغرس فى النفس محبة دائمة تنشأ بين المذيع والميكرفون بوصفه الأداة التى يجرى من خلالها التواصل بين المذيع ومستمعيه. وفى هذه المناسبة اوجه التحية لكل الزملاء العاملين فى إذاعات مصر وأولئك العاملين فى الإذاعات الدولية متمنيا لهم جميعا كل التوفيق فى اداء مهامهم فى نقل الحقائق بكل الموضوعية والشفافية التى يتطلبها العمل الإذاعى.

أما اليوم الثانى فقد جاء فى اليوم التالى ليوم الإذاعة وأعنى به عيد الحب الذى يأتى فى الرابع عشر من شهر فبراير فى كل عام. ويتجاوز عيد الحب فى أهدافه ومراميه المظاهر التجارية التى أحاطت بصور الاحتفال به من دباديب وهدايا ذات قيم مادية تفقد المناسبة روعتها وبهاءها. وإذا كنا نحتفى بعيد الحب يوما فى العام فإنه ينبغى لنا أن نحافظ على جوهر الحب فى قلوبنا فى كل لحظة ودقيقة من العام.

فالقلوب العامرة بالحب بمعناه الواسع هى القادرة على إسعاد من حولها وهى القادرة على البناء والتعمير ونثر الخير على أوسع نطاق. إن حبك لأخيك بمقدار ما تحب لنفسك كفيل بصنع مجتمع يسوده الوفاق والوئام وتزول فيه الأحقاد والمطامع. مجتمع ترتقى فيه المشاعر وتسود فيه المبادئ السامية من عدل وكرامة وإخاء ومساواة. وما أحوجنا فى مصر اليوم الى التمسك بالحب، قيمة عليا فى حياتنا، حيث نتعرض لشتى صنوف الهجمات الغادرة التى تهدف الى زعزعة المجتمع وتفكيك أوصاله ولكننا قادرون بالحب على التصدى لها والانتصار عليها.