عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

اكتشفت فجأة أننا كلنا نمارس النفخ ولكن كل بطريقته، فمثلاً لو كنت فناناً أو فنانة فأنت لازم تنفخ خدودك وشفايفك وحاجات تانية فوق وتحت أمام وخلف وبعد ذلك تتفضل وتتفضلى تنفخوا المشاهدين ولو أنت عاطل فالنفخ يكون على الكيف تنفخ فى شيشة أو سيجارة أو فى وش أصحابك وأهلك والمجتمع والناس وأنت فى هذه الحالة نافخ ومنفوخ وإذا كنت لم تتزوجى بعد والعمر بيجري ومفيش أمل فلا مفر من النفخ وإذا كنت موظفاً فأنت تنفخ طول الوقت ويزداد النفخ أول الشهر بعد قبض المرتب وحسبة برما وطبعاً تطلع قرفك ونفخك على الناس الغلابة الذين أتوا سعياً لقضاء مصالحهم فى المصلحة التى تعمل بها والنفخ هنا من مديرك ومن زمايلك ومن الناس وأيضاً مديرك ينفخ منك ومن مجلس الإدارة ومن الحد الأقصي وكذلك لو أنت راكب ميكروباص أو أتوبيس فأنت بتنفخ من الزحمة والحر وغلاسة السواق والركاب ولو راكب عربية مكيفة فأنت بتنفخ أيضاً من الشارع الواقف والناس التانيين اللي مش عارفين يسوقوا وبتنفخ من المتسولين والباعة ولو سيادتك قاعد فى البيت أيضاً بتنفخ من العيال وأمهم وكذلك تنفخ أمهم منك ومن العيال ومن برامج الطبيخ وإعلانات السمنة والزيت وبرامج التوك شو وأنت مش طايق نفسك من الدورى الماسخ واللى مش قادر يسليك وينسيك الغلاء الفاحش فى أسعار كل شيء والماهية اللى بتطير قبل ما تشوفها والجيران والميه المقطوعة وفاتورة الكهرباء ولو أنت مسئول وسياسي فالنفخ أكثر لأنك مضغوط من فوق ومن تحت ومن الجنب ومن الورب فأنت شايف أنك بتقطع نفسك ولا تنام من أجل الناس وهم لا يقدرون والصحافة والإعلام بيقطعوا فى فروتك وفى نفس الوقت لست قادراً على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لأن الحسابات فظيعة والناس مش ناقصة والبلد كمان.

والسؤال: مين فى مصر لم يشعر أن النفخ أصبح طبيعة المرحلة وكلنا نتساءل راحت فين رواقة البال وأغانى السلطنة وقعدات الحظ والفرفشة والإجابة نفخة كبيرة وتنهيدة؟

ولى صديقة رائعة دائماً تسأل وليه مفيش حد بيقول لك سمعت آخر نكتة كان زمان كل ما تقابل صديق أو زميل يبادرك سمعت آخر نكتة ويقول وأنت تقول ونضحك، راح فين الضحك؟.. حتى الأفلام الكوميدى لم تعد تضحك أحد ولو إسماعيل ياسين وشكوكو كانوا عايشين معنا كانوا اعتزلوا أو انتحروا. هل نعيب زماننا والعيب فينا.. كما قال المعرى وما لزماننا عيب سوانا، أكيد لا المصري يحب الفكاهة ويكره النكد وغالباً كان يسخر من أصعب المواقف ويضحك حتى من نفسه ويحول كل كارثة إلى نكتة ويمكن هذا السبب هو ما جعل المتنبى يقول كم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء يعنى ضحك رغم المصايب ورغم كل شيء فمن سرق ضحكة المصريين ومنذ متى؟.. ومن يعيدها إلينا؟

والحقيقة أنا أكتب هذا المقال وأنا بنفخ وأكيد سيادتك تقرأ وأنت تنفخ حتي تستطيع أن تكمل قراءة الموضوع السخيف وأكيد لو كنت مكان سيادتك لن أكمل القراءة لأني مش ناقص.. ونصيحة بقي لك عزيزي القارئ استمر في النفخ.

 

فكرة للتأمل

محدش عنده ضحكة سلف

من أغنية شعبية

 

[email protected]