رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المخرج الموهوب.. الموهبة ترفع من شأنه ولكن مع الدراسة الشاملة للمخرج ليعرف أحجام الكادرات ولماذا تستخدم وكيفية استخدامها، كذلك لا بد من دراسة الدراما بكل أنواعها، التراجيدى والكوميدى وتفريعاتهما من ميلودراما وكوميديا المواقف، وكوميديا الفارس، كذلك عليه معرفة زوايا الكاميرا المختلفة واستخدامها وحركة الكاميرا من «بان وتلت وشاريو وكرين»، كل تلك الأشياء هى أدواته لعمل فيلم جيد يعجب الجماهير والنقاد.. ولكن لو كان المخرج موهوباً فسيكون له شأن كبير، لأنه سيرى ما هو خلف قراءة السيناريو، فيضيف من عنده أشياء تجعل للعمل قيمة وفناً وإبداعاً.

أعود الآن لفترة رئاستى لجهاز السينما، كان هناك عدد كبير من السيناريوهات وكان من بينها «المسطول والقنبلة» للكاتب المخضرم مصطفى محرم، ثم سيناريو «يوم للستات» وجاءت المؤلفة والكاتبة هناء عطية تطلب باقى أجرها، فضحكت لأن المكان ليس به أى نقود وكنت أتسول مرتبات العاملين من المدينة، وقلت لها «هاتى العربون وخذى عقدك وتنازلك عن الفيلم»، وذهبت وطلبت السيناريو وقرأته، كان إلى حد كبير سيناريو ركيكاً ولم يعجبنى وفوجئت بعد فترة بالفنانة الرائعة والصديقة والأخت إلهام شاهين تطلبنى وتخبرنى أنها سترسل أحداً من الإنتاج ليدفع العربون ويأخذ التنازل لأنها ستنتج الفيلم، ولم أستطع كصديق أن ألتزم الصمت فهى بالنسبة لى أخت.. قلت لها السيناريو والموضوع مش حلو.. قالت بالنص: «إن كاملة أبوذكرى شبطانة فيه.. قلت لها إذن توكلى على الله.. قد تكون كاملة تراه بمنظار مختلف وانتظرت لأرى ماذا فعلت «كاملة» لقد كانت لها رؤية مختلفة.. وحركت الشخصيات فى جو من الحزن والفقر والفساد، واستطاعت كما يقول المثل الشعبى «صنعت من الفسيح شربات».. هذا هو ما تحدثت عنه فى السابق موهبة المخرج. ثقافته، ثقته بنفسه وإبداعه.. العلم والفن الذى امتلأ به رأسه وقلبه.. ولهذا فأنا أعترف بضيق رؤيتى وأعترف بأن صغيرتى وابنتى «كاملة» صنعت فيلماً جيداً، وأخرجت من الممثلين جميعهم مشاعرهم، وأداؤهم كان متميزاً فالأستاذ محمود حميدة بأدائه الضائع والقادم من الخارج بخسائر كثيرة، أما الفنانة إلهام شاهين ونيللى كريم فلهم مشاهد رائعة تتنوع بين الحزن والبكاء والضحك والسعادة من القليل.. فاروق الفيشاوى دور صغير ولكنه أداه بجودة عالية وذلك يعود للمخرجة المتميزة كاملة أبوذكرى.. ويحسب لها إعادة اكتشاف ناهد السباعى ابنة المخرج والكاتب الراحل مدحت السباعى، وكذلك أحمد الفيشاوى فى دور متميز ومختلف.. شكراً لكاملة أبوذكرى.. لأنها صنعت هذا الشربات.. أقصد الفيلم من ذاك السيناريو.