عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محطات

«الهوية المصرية» من الشواغل التى تؤرق بال الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان قد دعا منذ عدة أشهر إلى استعادة هذه الهوية التى تأثرت بعد الثورة، والجانب الذى يركز عليه الرئيس من «الهوية» هو الأخلاق، وقد وردت هذه الكلمة فى خطابات الرئيس عدة مرات، مع إدراكه أن عملية الاستعادة تحتاج إلى وقت طويل، وأنه يجب أن يشارك فيها المسجد والكنيسة والمدرسة والأسرة ووسائل الإعلام، مع التطوير المتواصل للهوية.

قضية الهوية تشغل الكثير من المفكرين، ومنهم المفكر الكبير الذى يشارك الرئيس اسم العائلة، الدكتور وسيم السيسى الذى خصص جزءاً من حياته لدراسة المصريات والتعمق فيها وتقديم عصارة هذه الدراسة والقراءة المتعمقة للمصريين وغيرهم، لكى يفهموا ويدركوا عظمة هذه الحضارة التى مازالت شواهدها شامخة، وكل يوم تمدنا المكتشفات الأثرية بالجديد عن المصريين القدماء الذين أذهلوا العالم بأقدم وأعظم حضارة.

فى الحوار الأخير للدكتور وسيم السيسى مع جريدة «الوفد »الذى أجراه معه الزميل والصديق ممدوح دسوقى، أشار إلى أن الهوية بالأرض وليست باللغة ولا بالدين، رغم أن الواقع يقول إننا نتكلم باللغة العربية، وأن الثقافة السائدة بيننا هى الثقة الإسلامية، وميزة مصر أن شعبها واحد، وأن إبداعاته تجمع بين ثقافات متعددة فى بوتقة واحدة، وهذا ما تشهد عليه مدن مصر وقراها، حيث تجد فيها الآثار المصرية القديمة والآثار اليونانية والرومانية، والآثار الإسلامية، فالعديد من الحضارات مرت على أرض مصر، لكن المصريين لم يكونوا مقلدين، وإنما صنعوا هذه التأثيرات بالروح المصرية، لتأخذ شكلاً مختلفاً وجديداً.

ومن الخطأ أن نقصر الهوية المصرية على جانب واحد من جوانب تاريخها فالبعض يختار الهوية الفرعونية، وينادى بأن «مصر أولاً»، والبعض الآخر يريد أن يقف بنا عند الهوية العربية، وهناك آخرون يرون أنه لا هوية لنا إلا الهوية الإسلامية، دون أن ينظروا إلى أن مصر تستفيد من كل الإسهامات التى جرت على أرضها، وأن هذا يضيف إليها ولا ينتقص منها، وأن إلغاء الجانب الفرعونى من الهوية المصرية يجعلنا نفقد جزءاً مهماً منها، وإغفال الجانب العربى والإسلامى يؤدى بنا إلى فقدان جانب آخر، وليس هناك أفضل من الاستفادة من كل الإضافات ومنها تضيفه الحضارة الحديثة بمنتجاتها التكنولوجية التى تفيدنا بالتعامل معها من واقع خصوصيتنا الحضارية.

وقد كان الدكتور ميلاد حنا موفقاً عندما قدم للقراء كتابه «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»، وهذه الأعمدة تتضمن 4 انتماءات تاريخية، وهى الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية و3 انتماءات بحكم المكان هى: انتماء مصر العربى، والانتماء للبحر المتوسط، والانتماء الأفريقى، وأشار إلى أن هذه الأعمدة موجودة داخل كل مصرى بدرجات متفاوتة.

رؤية الدكتور ميلاد حنا فى كتابه الرائع شاملة لمعظم مكونات الشخصية المصرية، وتمثل واحدة من أفضل الطروحات لفهم هذه الشخصية.