رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

تجديد الخطاب الدينى، عبارة موسمية تتكرر مع كُل حادث إرهابى، وكُل مؤتمر إسلامى، وكُل مقالة تتناول مواجهة التطرف والعُنف. وفى تصورى، فإننا فى حاجة ماسة لعقول واعية، وهمم مشحوذة للمُضى قُدماً على هذا الدرب.

بين عُلماء الدين تنقصنا القدوة، ويغيب عنا النموذج، ومُعظم المشايخ المُتصدرين للفتوى ينتمون عقلاً وتمويلاً للسلفية الوهابية، ومعُظم أطروحاتهم وأفكارهم وكلماتهم خليط من الكوميديا والاستفزاز.

منذ سنوات أفتش عن عالم دين حقيقى، مفكر اسلامى، داعية لله، هادى للبشر، شيخ عبقرى، رجل مستنير يعيد للإسلام جاذبيته ويزيح ركام السخافات والخزعبلات العالقة بالدين، وما هى من الدين، بدءاً من المظاهر البدوية، الخشنة وحتى ظاهرة التكفير والاستحلال.

منذ محمد عبده لا مُجدد لدين الله، رغم تطور الآلة واختراع الطائرات والغواصات والقنبلة الذرية واكتشاف الفيمتو ثانية. منذ رحل ذلك العقل النادر ولا أحد يغسل الإسلام من أدران ألصقت به قصداً وجهلاً ولم تفد سوى خصومه وكارهيه.

منذ كان هذا الرجل البسيط الميسر المتفق مع العقل والمنطق الداعى إلى الهدى يمشى على الأرض لم يخرج لنا مفسّر ولا مجتهد ولا عالم يمكن الوثوق به والاستبشار بما يقول والرجوع إليه إن غطانا الغمام.

رغم احترامى للشيخ الشعراوى، وإعجابى الجُزئى بالشيخ محمد الغزالى، ورضاى عن بعض تحليلات الشيخ محمد أبوزهرة إلا أن أحداً منهم لم يجتهد خارج الأطر المحددة سلفاً من بشر مثلهم سبقوهم ورحلوا، قدموا ما لديهم واجتهدوا ومضوا، بينما ظللنا نحن أسرى مناهجهم.

كلما خرج أحد عن قوالب السلف شتموه، كلما تدبر أحد خارج نظمهم كفّروه، وكلما سعى عقل ما إن يجتهد قتلوه مادياً ومعنوياً.

مثلما جرى مع محمود على طه فى السودان، الذى وقف على طبلية المشنقة مُتهماً بالاجتهاد رافضاً أن يرجع عن التفكير والتدبر، ومثلما جرى مع نصر حامد أبوزيد، الذى كُفّر ونُفى إلى الخارج مع زوجته وعانى العزلة والتجاهل والنسيان، إلا أنه رحل دون أى مساندة من الدولة، ومثلما حدث مع أحمد صبحى منصور، الذى عُزل وطُرد من الأزهر لأنه فكر وطور.

كدأب كل أمة متخلفة، وكل قوم جحدوا آيات ربهم ونعمه، وأبوا التدبر والتفكر والتأمل والسياحة فى الأرض، سار المسلمون نحو جحيمهم زمناً عندما أغلقوا باب الاجتهاد ونظروا بريب لكل مَن يطرح جديداً، واعتبروا كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.

كثيراً ما فكرت فى هدف الدين، رسالته، الفائدة المنتظرة منه، وكيف تتحقق؟ وكلما قرأت القرآن أدركت أن الغرض والهدف للدين هو إخراج الناس من الضلال إلى الهدى، ومن الظلام إلى النور، ومن مساوئ الأخلاق إلى مكارمها، ومن الحرب والدمار إلى السلام والأمن والمحبة.

والله أعلم.

[email protected]