رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

أكاد أقسم، إن الحكومة لم تفكر لحظة واحدة في إضافة لمسة إنسانية لمحاولاتها الإصلاح الاقتصادي.. بل أجزم أن البعد الإنساني كان أبعد مما يكون عن هذه المحاولات.. وهي بذلك تنفذ توجيهات- إن كانت الحكومة تزعل من أوامر صندوق النقد الدولي.. ودائما ما كان الصندوق أبعد عن أي إنسانية لأنه يطبق- فقط- القواعد الجامدة دون النظر إلي إنسانية الشعب الذي عليه أن يوافق مجبراً، علي هذه الطلبات.

وربما كانت مصر- وعلي مدي نصف قرن وأكثر- ترفض طلبات هذا الصندوق وفضلت التمسك بالبعد الإنساني، عن أن تلجأ إلي روشتة صندوق النقد الدولي.. ولكن إنسانياً- كان تمسك رؤساء مصر من أيام عبدالناصر والسادات وحسني مبارك- شديداً بالبعد الإنساني، حتي وإن دفعت مصر ثمناً غالياً، بسبب هذه الإنسانية.. وبسبب هذه الأبعاد تراجع الرئيس السادات عن دعم وتأييد خطة الدكتور القيسوني الذي عمد إلي تنفيذها في يناير 1977.. وكان هدفها.. هو الإصلاح الاقتصادي.

< وهناك="" مدارس="" عديدة="" للإصلاح.="" البعض="" يري="" أسلوب="" الصدمة="" هو="" الأفضل="" أي="" تلتزم="" الدولة="" بكل="" قواعد="" الإصلاح="" مهما="" كانت="" مؤلمة..="" أي="" تتخذ="" الحكومة="" القرار،="" تلو="" القرار،="" حتي="" تطبق="" هدفها="" النهائي="" كما="" يجب،="" بل="" وقبل="" أن="" يضيق="" الناس..="" علي="" أمل="" أن="" يتحقق="">

والبعض يرى بالتدرج فى استخدام خطوات الإصلاح.. أى الخطة التي تحتاج إلى 5 سنوات لتنفيذها يمكن أن تنفذ علي مدى 10 سنوات بهدف تقليل الضغوط التي يتعرض لها الشعب.. بشرط الالتزام بخطوات الإصلاح.. فى النهاية.. أي سياسة الخطوة خطوة. وكلما استطاع الناس هضم مرحلة.. تأخذ الدولة الخطوة التالية. وهكذا.

< ولكن="" يبدو="" أن="" حكومة="" المهندس="" شريف="" إسماعيل="" عمدت="" إلي="" أسلوب="" الصدمات="" المتتالية..="" ولم="" تراع="" الأسلوب="" الإنساني="" في="" برنامجها..="" أو="" ربما="" كانت="" شروط="" الصندوق="" صارمة..="" وأن="" الصندوق="" ربطها="" بما="" وعد="" بتقديمه="" من="" مليارات="" الدولارات..="" مقابل="" التزام="" الحكومة="" بما="" يراه="" الصندوق..="" أو="" أن="" الحكومة="" أرادت="" «أن="" تحمل»="" كل="" نتائج="" البرنامج="" مهما="" كانت="" النتائج..="" ومهما="" غضب="" الناس،="" أو="" حتي="" ثاروا..="" وأن="" الحكومة="" رأت="" ذلك،="" قبل="" أن="" ترحل="" تلاحقها="" لعنات="" الناس..="" وربما="" ثورتهم..="" أي="" تكون="" الحكومة="" كلها="" مجرد="" «كبش="" فداء»="" لبرنامج="" الإصلاح..="" هنا="" تختلف="">

إذ هل يتحمل الشعب «خطورة» هذا البرنامج غير الإنساني الذي يراه الصندوق.. ويكتفي حتي برحيل الحكومة كلها.. نقول ذلك لأن تجارب مصر مع الصندوق مريرة وشديدة المرارة.. وأن هناك شعوباً غيرنا صمدت أمام مقترحات، بل وطلبات هذا الصندوق، ومنها اليونان.. بل ومنها الكثير من دول أمريكا الجنوبية والوسطي.. وحتي أن نجحت روشتة الصندوق في دولة، لا يشترط نجاحها في دولة أخري.. إذ لكل شعب ظروفه بل لكل شعب قدرته علي التحمل..

< ولما="" كان="" شعبنا="" قد="" تحمل="" كثيراً..="" كان="" من="" الواجب="" ألا="" تلجأ="" الحكومة="" إلي="" أسلوب="" الصدمات="" المتتالية..="" وأن="" تتخذ="" من="" الأبعاد="" الإنسانية="" سبباً="" في="" إطالة="" المدة="" اللازمة="" لتنفيذ="" هذا="" البرنامج="" لأن="" الشعب="" المصري="" من="" أكثر="" شعوب="" العالم="" شاعرية="" وعاطفة.="" ولذلك="" نخشي="" من="" موجات="" الغضب..="" بل="" من="">