عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

أصيب معرض الكتاب، كما أصيبت جميع الأشياء فى هذا الوطن، الارتباك والتخبط وجنون فى الأسعار، وزحام دون نتيجة، وطوابير فى الدخول سواء اشخاص أو سيارات، مع أننا ككتّاب ودور نشر وقراء ومنظمين، ننتظر المعرض، ونجهز أنفسنا ماديًا ونفسيًا له، سواء بشراء الكتب أو بالندوات والحوارات واللقاءات والنقاشات والثرثرة ايضا.

ولأن الكتاب مثله مثل جميع السلع، فقد أصيب فى مقتل من ارتفاع جنوني فى أسعار الورق ومستلزمات الطباعة، وبالتالي أصبح المعرض مجرد نزهة سياحية أو زيارة لن نستطيع– رغم ما دبرناه من نقود– أن نشتري ما نريد، ويعود ذلك ليس للأسعار فقط، بل ولجشع كثير من التجار سواء فى سور الأزبكية أى الكتب القديمة أو دور النشر والتى غالت فى أسعار الكتب بشكل خرافى، وهو ما يجعلنا نفكر قبل الذهاب، ونتحسس جيوبنا قبل الشراء.

وكنت أتمنى أن يكون لإدارة المعرض الكثير من المبادرات التى يحتاجها القارئ المصري أو مقتني تلك الكتب أو زائر المعرض، لأنه بالفعل ينتظر– نصب مولد سيدي الكتاب– حتي يستطيع فيه تلبيه طلباته العقلية أو الدراسية أو الفكرية أو النفسية، والتى أعلم أن كثيراً من الزائرين من خارج القاهرة، وبالتالى فقد أصيب الكثير منهم بخيبة أمل فى شراء ما يريدون أو تلبية ما يبحثون عنه.

وبعيدًا عن دور النشر الخاصة والتى لن نستطيع أن نسيطر أو نفرض عليها سياستنا ومبادراتنا، كنت أتمنى أن تقوم هيئات الحكومة متمثلة فى هيئة الكتاب المشرف على المولد، وهيئة قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة وغيرهما من الكثير من المؤسسات الحكومية أن تفتح مخازنها المكدسة بالكتب منذ سنوات، وأن تعرض كل هذا المخزون، بأسعاره القديمة وبالتالي يتم تعويض المريدين والمشترين والقراء عن خيبة الأمل التى أصابتنا فى شراء ما نريد من كتب.

ولا يزال معرض الكتاب هو القبلة التى يتوجه إليها الكثير من القراء على مستوي الوطن العربي والقطر المصري، ولا يزال يستطيع أن يقدم الكثير من الحلول والمبادرات الاقتصادية والشرائية والأدبية خلال أيام المعرض القليلة دون أن يصبح معرض الكتاب مثله مثل موالد السيدة زينب وسيدنا الحسين لاحتساء القرفة والشاي والثرثرة غير المجدية ومصمصة الشفاه على الماضي القريب الذى فلت من بين أيدينا فى ندم وحسرة.

وإذا كان قرار تعويم الجنيه المصري قد دمر شهية المواطن المصري أمام الكثير من السلع، فلا أحب أن يعتقد الكثيرون أن الكتاب وشراءه أو زيارة معرضه من الرفاهيات، أو ليست من الأساسيات فى حياتنا البائسة التى نمر بها خلال تلك الأيام، وحتي يصبح المعرض قبلة حقيقة يحج إليها القراء وغير القراء، ويصبح نافذة زمنية وعقلية لهذا الوطن، ضد كوارث كثيرة تحيط وتحيق به.