رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إن ما نشهده من ظواهر وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تتباين في أشكالها وأحجامها ولعل من أهم تلك الظواهر تأثيراً بعد الإرهاب هي ظاهرة الفساد وبكل أنواعه «الإداري والمالي والسياسي.. الخ؛ ويعرف الفساد بأنه (كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته)، وقد احتلت قضية الفساد الاخيرة مكاناً مميزاً في كافة وسائل الاعلام مما لها من آثار وانعكاسات كبيرة محلياً وعالمياً، ويتجلى الاهتمام في هذه القضية بمؤشرات كثيرة سيتم الكشف عنها من خلال التحقيقات.

إن مانواجهه من ارهاب وفوضي وفساد في كل شىء، نتيجة قصور القيمة عند الأفراد الذي يجعلهم غير قادرين على تقديم الالتزامات الذاتية المجردة والتي تخدم المصلحة العامة، وهو ناتج تدني قيمة بعض الناس او إحساسهم بأنهم معدومو القيمة اساساً، هؤلاء الناس يعيثون في الأرض فسادا لكي يصنعوا قيمة لأنفسهم التي فقدوها أمام انفسهم قبل المجتمع، فمنهم من ينخرط في التدين فتتلقفه الجماعات الارهابية المشبوهة لتصنع منه قنبلة موقوتة، والآخر يسىء استخدام منصبه والسلطة التي بين يديه فيسرق ويرتشي، والبعض يهرب من انعدام قيمته عن الواقع بتعاطي المخدرات ليغيب عقله فيفقد المجتمع طاقة إيجابية ويتحول الي عالة سلبية عليه، وأقلهم خطراً من يصنع قيمته بالتباهي بمخالفة القوانين بكل الاشكال، وأقل الفساد الذي يسب او يرمي زبالة بالطريق، كل هذا إظهار لهذه القيمة الغائبة دون أي شعور بالذنب من جانب هؤلاء.

فخامة الرئيس إننا نتطلع الي أن يتصدر إصلاح التعليم أولي خطوات التصدي للفساد، فحيث إن مناهج التعليم أصبحت قديمة وبالية ولا تتواكب مع مستحدثات العصر، كما أنها لا تحقق اهدافنا المستقبلية التي تطمح لها. إن تطوير التعليم يجب أن يكون علي اكثر من محور اولها واهمها علي الاطلاق الرؤية المستقبلية لمصر وما هو الوضع المستقبلي الذي نهدف الوصول اليه، فلن يتم هذا الا بإشراك الجيل الجديد من خلال التعليم المتطابق مع اهداف الوطن وذلك لخلق جيل يحترم قيم ومبادئ المجتمع الوطن، وحتي تكون مساهمته فعالة في وصولنا الي الوضع المستهدف من جيل متوافق مع هذا الوضع ولديهم طاقات إبداعية بدلا من كونهم ماكينة حفظ للمواد يتم تفريغها بمجرد انتهاء الامتحانات. لذا تحديث التعليم بإضافة مناهج دراسية متدرجة لجميع المراحل في مواد الدين الوسطي السمح، ودراسات اجتماعية عن كيفية التعامل والتواصل مع الناس، ومادة لتعليم الاتيكيت في المأكل والملبس والمشرب وكيفية احترام الغير، وتعريف الطلبة بماهي الحرية؟.. وماهي حدودها؟ وكذلك ماهي أهم القوانين السائدة في البلاد مع التأكيد علي غرس احترامها في نفوس الطلاب وخاصةً قانون المرور الذي يتم اختراقه الاف المرات يوميا، علي ان تكون كلها مواد أساسية للنجاح والسقوط لنضمن اهتمام الطلاب والاهالي معاً لتعم الفائدة علي مصر كلها، كما يجب التأكد من حذف الحشو ومواد الحفظ فكل هذه المعلومات متوفرة علي الانترنت، ولكي تصبح بداية تغيير وتنمية شاملة للمجتمع يجب إضافة مجموعة من القيم والمبادئ الي مناهج التعليم، تكون كلها نابعة من (قيمة المبادئ) التي يتم قياسها بمقاييس النزاهة، هذا سيؤدي الي رفع درجات الانتماء للوطن التي بدورها كلما زادت يترفع الانسان عن فعل ما يشين حفاظاً علي نفسه ومكانته، فالانسان بلا (قيمة) سيكون فاسداً وغير شريف وغير موثوق به.

إن التاريخ يشهد علي ما حققه احساس الانسان بقيمته من نتائج مذهلة، فما حدث خلال حرب أكتوبر المجيدة سنة 1973م، وزيادة الاحساس بقيمة الكرامة والنصر تعهد الحرامية والنشالون بالامتناع عن السرقة والنشل في وضع فريد وحتي انتهاء الحرب، كما أنه خلال ثورة 25 يناير 2011م ولنفس الشعور بقيمة الوطن وقف الجميع المسلم والمسيحي يحمون بعضهم البعض في صلاتهم في توحد غير مسبوق ورقي ومحبة، وفي 30 يونيو 2013 واستجابة لطلب الرئيس السيسي الذي أشعرهم بقيمة تأثيرهم، نزلوا بالملايين تلبيةً وتأيداً له.

إن التعليم الصحيح هو الأمل في رفع احساس الانسان بقيمته، بالقدر الذي يجعله يترفع عن التدني لمستويات أقل من قيمته في مجتمعه، إنها البداية التي من خلالها سنكمل تنمية مصر لنحيا جميعا في مجتمع صحي كل منا يحافظ علي الآخر ونعلي من قيمة الوطن، إن تطوير التعليم أولوية اولي. وتحيا مصر يقظة العينين صلبة القدم.

[email protected]