عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الثقافة هي العنصر الأساسي الذي يحرك الإنسان، ويدفع المجتمع ليكون أكثر تقدمًا واستنارة.. لكننا بكل أسف، نعيش واقعًا مريرًا، وتدهورًا حادًا للواقع الثقافي، الذي يحتاج بالفعل إلى إنقاذ عاجل!
 معرض القاهرة الدولي للكتاب، أحد أهم وأكبر روافد الثقافة العربية، لكنه منذ سنوات، أصابه الفتور وفقد بريقه، خصوصًا مع دورته الثامنة والأربعين، التي بدأت قبل أيام، تحت شعار «الشباب.. وثقافة المستقبل»!
في ظل التحديات التي تواجه صناعة النشر، وضعف الاهتمام بتنمية عادة القراءة لدى الأفراد منذ الصغر، وارتفاع نسبة الأمية، والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر، والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، يصبح المعرض مجرد شعار فقط!
نعتقد أن الوضع الثقافي بات مقلقًا، خصوصًا مع استمرار سيطرة الوجوه القديمة على المشهد، وآثار تعويم الجنيه على أسعار الخامات والورق، وارتفاع أسعار الكتب بشكل جنوني، ما جعل القارئ والناشر والمؤلف، أسرى للأزمة الاقتصادية!
منذ أول معرض أقيم في العام 1969، كانت المشاركة ترتفع بشكل ملحوظ، إلا أن الدورة الحالية تبدو هزيلة، بعد عزوف كبير من دور النشر والكُتَّاب والقُرَّاء والدول المشاركة، متأثرين بأزمة اقتصادية طاحنة، طغت على المشهد الثقافي برمته، حيث وصلت أسعار الكتب إلى أرقام صادمة وفلكية، أفسدت فرحة الزوار بالاحتفالية الثقافية الكبرى!
يمكن ملاحظة أن بعض الناشرين حرصوا على المشاركة بأقل خسائر ممكنة، فيما لجأ البعض الآخر إلى الامتناع، والجميع أصبح بين نار رفع الأسعار ـ التي قد تؤدي بدورها إلى إحجام القارئ ـ وبين انكماش الإنتاج، الذي يهدد دور الكتاب الورقي في حياتنا.
ورغم أن رغم أن المعرض في الأساس حدث ثقافي، إلا أنه كان يحمل إشارات سياسية بامتياز، حيث كانت روسيا والمغرب أبرز الحاضرين، فيما غابت تركيا عن المشاركة، كما تم حظر مؤلفين وكتب وإصدارات بعينها، ما يعني التعاطي مع المعرض بوصفه ملكية خاصة أو ربما مقصلة سياسية!
إن معرض القاهرة الدولي للكتاب هو النشاط الثقافي الأبرز والأكثر جماهيرية طوال العام، حيث صمد عشرات السنين وحافظ على جزء كبير من دوره وفاعليته، ولذلك لا يمكن تركه للمجهول، ليعكس حالة التخبط التي تعانيها وزارة الثقافة، وكأنه لا يكفي تحمل الناشر والمؤلف والقارئ تبعات الارتفاع غير المسبوق في التكاليف!
إن ما يحدث عندنا لا مثيل له في أي بلد، خصوصًا أن الحكومة لا تعرف شيئًا عن صناعة النشر ولا تعترف بها، ولا تسن القوانين لتنظيمها وحمايتها، أو تبحث في مشاكلها، وبالتالي لا تُجيد استخدامها كقوة ناعمة أو كصناعة لا تقل عن التصنيع العسكري!
إن إنقاذ المشهد الثقافي يحتاج إلى «تطهير» و«نسف» منظومة القوالب الجامدة، و«تغيير» جذري للوجوه الجاثمة على أنفاس الثقافة منذ عقود، والتي تتصدر المشهد، ولا تملك أي حلول أو رؤى جديدة.

[email protected]