عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

وقع الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب "  يوم الأربعاء الماضى  قرارات حظر مؤقت على دخول رعايا سبع دول شرق أوسطية وأفريقية الى الولايات المتحدة الأمريكية  وهي : سوريا ، العراق ، إيران ، ليبيا ، الصومال ، السودان ، واليمن ، وقد بدأت سفارات بلاده بالفعل فى وقف منح تأشيرات سفر للمواطنين المسلمين من هذه الدول ، وقد سبقت تلك القرارات أوامر لبناء جدار حدودي عازل مع المكسيك .

 ووصف " ترامب "  قراراته بانها مصيرية في تاريخ حماية الأمن القومي الأمريكى ، وشعبه من هجمات الجهاديين وانها تأتى فى اطار اجراءات  عديدة أخرى لم يعلن عنها بعد .

من الناحية القانونية الرئيس الأمريكى له صلاحية كاملة فى اتخاذ مثل هذه الإجراءات ، وهو كان قد اعلن عنها أثناء حملته الانتخابية ، وقال آنذاك انه لن يفرض " قيود على أساس دينى "  لكنه فعل حيث ان قرارته الأخيرة حددت المسلمين ، أما من الجانب السياسي ستكون لها تبعات سيئة على سُمعة بلاده ، وأضرارها أكثر من منافعها .

ولقد بدأت بالفعل مؤشرات فعلية لأضرار  حيث قام رجُل أمريكى بالإعتداء على موظفة مُسلمة مُحجبة تعمل في مطار جي إف كينيدي بمدينة نيويورك ، وركلها وسبها وقال لها : " ترامب حاضر الأن وسيتخلص منكم جميعا واستمر بلغة تهديد يقول : سترون بأم عيونكم ما سيحدث لكم ".  وقام المُعتدى الأمريكى بأداء حركات للسخرية من صلاة المسلمين ، وهى بداية حقيقية للمد العنصري المعادي للاجانب عامة واستهداف المسلمين خاصة .

وقد وصف عميد معهد ديفس للقانون في جامعة كاليفورنيا " كيفن جونسون ، قرارات " ترامب " انها تحاكي مرحلة الحرب الباردة .

فى ذات الوقت اتهمت وزارة الخارجية الامريكية فى تقريرها السنوى مصر ضمن عدد 12 دولة  توفر ملاذا آمنة للارهابيين .

الرئيس " دونالد ترامب " يستهدف المسلمين من 7 دول بحظر دخولهم الى أمريكا حماية لأمن بلاده وله كامل الصلاحيه فى ذلك ، لكنه يواجه مشكلة أكبر بكثير من مخاوف دخول جهاديين لأمريكا ، وهى وجود حوالى 11 مليون لاجئ قانوني في الولايات المتحدة أعلن عن رغبته فى ترحيلهم خارج البلاد . . فكيف سيفعل ذلك ؟ . .  وهل يستطيع تنفيذ هذا الأمر ؟ . . ومن أين سيوفر تمويلات مالية فى الوقت الذى قطع فيه وعد على نفسه ببناء جدار عازل على الحدود المكسيكية ، وعملية البناة تقدر تكلفتها الأولية بـ 10 مليار دولار .

الأمر الأشد خطورة هو ان " ترامب " بقراراته السياسية الراديكالية تجاه المسلمين يشجع قوى اليمين السياسى المتطرف فى أوروبا على مزيد من كراهية المسلمين ، وتجدر الاشارة الى ان حالة الإستياء والتمييز الغربي تجاه الإسلام والمسلمين اتخذت أنماطًا وأساليبًا مُختلفة في السنوات الأخيرة .

  فعلى سبيل المثال نذكر الحظر الذي فرضته سويسرا على بناء المآذن، والقيود المفروضة على الحجاب والنقاب فى عدد من البلاد الأوروبية ، وبعضها يمنع المدرسات من ارتداء الحجاب أثناء العمل . يأتى ذلك فى الوقت الذى أصبح فيه تحريض بعض من وسائل الإعلام الغربي ضد الاسلام والمسلمين نمط سائد .

تقول " د. زابينا شيفر " مديرة معهد المسئولية الإعلامية في نورنبرغ بألمانيا أن مواصلة الإعلام الغربي طوال العقود الأخيرة على تقديم صور سلبية للإسلام جعلته مرادفًا للعنف والتخلف والاضطهاد ، وقد أسهم ذلك في تأجيج الكراهية المُجتمعية للرموز الإسلامية وفي مقدمتها الحجاب ، مُشيرة إلى أن النواة التي بذرها دُعاة التحريض ضد الإسلام ومن يدعمونهم في الوسائل الإعلامية الرئيسية قد أثمرت حصادا مريراً " .

ياسيادة الرئيس ترامب لك الحق فى حماية بلادك ولا نتدخل فى ذلك ، ولكن قراراتك السياسية على أساس دينى وعرقى تتنافى مع مواثيق حقوق الانسان ، انت رئيس حقاً مُثير للجدل ولكن الى أجل .

[email protected]