رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قبل أيام قليلة بتلبية دعوة مكتبة الاسكندرية لى لحضور مؤتمرها الدولى لمكافحة الإرهاب والذى تنظمه للسنة الثالثة على التوالى تحت عنوان «العالم ينتفض: متحدون فى مواجهة التطرف» بمشاركة عربية ودولية واسعة، تصادف أننى كنت أقرأ للروائى الفرنسى «أندريه مالرو» الذى كان وزيرا للثقافة فى عهد الجنرال «ديجول» وأذكر أن أهم ما استوقفنى فى تلك السطور كان حول تنبؤيه (بأن القرن الحادى والعشرين سيكون قرنا دينيا بامتياز)!.

وربطت بين ذلك وبين اللحظة الحرجة التى يمر به كوكبنا الآن من انتشار لعوامل العنف والتطرف فى كل مكان تقريباً على سطح الأرض، مما أدى إلى عقد العديد من الفاعليات والمؤتمرات والتى منها هذا المؤتمر الذى نظمته «مكتبة الاسكندرية» لبحث ومناقشة أسباب «ظاهرة الإرهاب» من أجل محاولة التوصل لطرق علاجها للقضاء عليها أو تقليل حدة تأثيرها على أقل تقدير.. وأعتقد أن ما سبق ذكره يؤكد أن نبوءة «مارلو» قد تحققت بالفعل ولكن بطريقة مختلفة، حيث تم ويتم استخدام الدين (سواء من الداخل أو الخارج) لتحقيق أهداف معظمها له علاقة مباشرة بفرض السيطرة والسلطة، أو بمعنى آخر توظيف الدين لما يتخطاه من تسيس وأدلجة مسلحة.

وكانت أهم الرسائل التى أراد المؤتمر توصيلها: أن العالم كله يواجه الآن خطر التطرف والإرهاب لذا يجب الاتحاد والاصطفاف معاً لمواجهة هدا الخطر المدمر. وعندما نتعمق قليلاً فى الأمر نجد أن الارهاب بمعناه الدقيق ما هو الا انعكاس مشوه للتطورات الإنسانية الكبرى. ونحن الآن أيضا أمام مصطلح جديد وهو «عولمة الارهاب»، والحقيقة أن الإرهاب لم يولد فى التسعينيات من هذا القرن بل إن جذوره تمتد إلى إعماق التاريخ، بسبب تطبيق الإستراتيجيات الساعية إلى تجريف الوعى والتى تعد أيضا نقطة انطلاق لكل الشرور.

ولكى نتحد جميعنا لمواجهة هذا الخطر لابد لنا فى البداية من وضع تعريف واحد محدد وواضح لمصطلح «الإرهاب»، إلا أنه من الملاحظ أن هناك شبه تهرب من تلك المهمة من عدد من العواصم الغربية والشرق أوسطية التى تغذى الإرهاب، فهى ببساطة تريد أن يبقى هذا المصطلح مرناً مطاطياً يستطيل مرة ويقصر أخرى بحسب المواقع الجغرافية الإستراتيجيات المعلنة وغير المعلنة لها، فتلك العواصم (تستثمر فى الإرهاب)! (وهو مصطلح قد راق لى فاستعرته من أحد المشاركين فى المؤتمر، حيث قال إنه أصبح من ضمن البدائل التى تستخدمها بعض الدول لتحقيق مصالحها مثله فى ذلك مثل الاستثمار فى العلاقات الدبلوماسية والتجارية وبناء القدرات العسكرية إلا أن الحرب بالوكالة التى تقوم بها التنظيمات الإرهابية الممولة منخفضة التكلفة مقارنة بما ذكرناه قبلها نعم تفعل ذلك وتستخدم لتخدعنا كلمات حق ولكن المراد منها باطل! فتمول تنظيمات إرهابية وتدربها بل وتتبادل التجارة معها وتستضيف قياداتها على أراضيها ومنهم من يقدم لهم العلاج ويداويهم

إذن لن نتحد جميعا إلا عندما نصدق فى تعريف الارهاب.