عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

في يوم الجمعة التالية لجمعة الغضب، كتبت هنا عن مبرراتنا للقيام بثورة، وعندما عدت لقراءة ما كتبته، اكتشفت أننا لم نخرج بدافع تحسين مشاكلنا الاقتصادية المتردية، ليس بسبب الفقر، والمرض، والبطالة، بل بسبب الكرامة، فقد تحملنا كثيرا من المهانة وقد حان الوقت لكي ننتصر لكرامتنا ونرد من أهانونا.

أتذكر جيدا أحد الشباب، ربما تجاوز الأربعين من عمره، وربما أقل، شاهدته وسط الجموع أعلى كوبرى قصر النيل فى الجمعة التالية لخروجنا، سأله مراسل قناة «بى بى سى»:

ــ لماذا خرجت ضد النظام؟

ــ انفجر فى بكاء شديد وقال: لأننا نشعر بالإهانة، أهانونا في بلادنا وفى الخارج، المصري أصبح مهاناً في كل مكان.

بعد صلاة جمعة الغضب خرجنا إلى ميدان الحجاز، قلت لابنى التلميذ في الإعدادية: يبدو أنهم مش هيعملوا مظاهرة، قال لى: دول شباب نايتى وأديدس يتظاهروا ليه، الشباب هنا مشغولة باختيار «تي شرت» يمشى على البنطلون، ذهبنا نرسل مقالي للجريدة بالفاكس، فقد قطعت حكومة الحزب الوطني عنا الانترنت، سمعنا صوت الهتافات، اتجهنا نحو الصوت، العشرات من الشباب يصرخون: يسقط حسنى مبارك، نحن نريد إسقاط النظام، ابني يحثني للمشاركة: بسرعة يا بابا.. أيه أنت خايف.. هو أنت تكتب حاجه وتعمل حاجة تانية؟، شعرت بالإهانة، وتذكرت المواطن الذي بكى لكرامته، وتذكرت الكاتب صلاح عيسى، فقد سبق وحكي لي: بعد خروجي من المعتقل، كنت مفصولاً من عملى، وأحد الأصدقاء سمح لى أن أعد برنامج بدلا منه لكي يوفر لى مصدر رزق، نزلت من التليفزيون وركبت الأتوبيس، في الطريق كانت المظاهرات، دعونا للتظاهر معهم، تظاهرت اننى لم اسمعهم، هتفوا ضد الذين يتهربون من المشاركة، شعرت بالمهانة، نزلت من الأتوبيس وهتفت معهم: مش لاقيين العيش الحاف، إحدى الصديقات من سوريا سألتني: أخباركم وأخبار مصر، قلوبنا معكم، قلت لها: نحن نحاول استعادة كرامتنا التي أهدرت منذ سنوات، ننفض تراب المهانة الذي غرقنا فيه، منذ سنوات يزورون أصواتنا في الانتخابات، يقهروننا في أقسام الشرطة، لا أحد يسمعنا، يتعاملون معنا بتأفف وبترفع واحتقار، أصبحنا كالعبيد، يسرقون أموالنا ويقيمون وينفقون الملايين على الحفلات، ومعظمنا لا يجد وجبة العشاء، الشباب لا يرى مستقبل هناك، ابني دخل وسط المظاهرة، صاح معهم وهو يبكى: نحن نريد إسقاط النظام، انفجرت في البكاء وهتفت: تحيا مصر.. نحن نريد إسقاط النظام، لفت المظاهرات ميادين مصر الجديدة، هتفوا بقرب الكنائس: يحيا الهلال مع الصليب، أمام القصر الجمهوري هتفنا: نحن نريد إسقاط النظام، صرخت بأعلى صوتي ربما نفضت تراب المهانة الذي احمله منذ سنوات.

 

[email protected]