رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بدأت منذ أيام الخطوات العملية لتنفيذ الاستحقاق الثالث فى خارطة المستقبل التي رسمها شعبنا العظيم بإرادته الحرة الواعية عقب ثورته المجيدة في 30 يونية 2013، وهو انتخاب مجلس النواب لتكتمل به السلطات الدستورية الثلاث للدولة المصرية العريقة، ولا أعتقد أن إجراء الانتخابات في هذا التوقيت قد تأخر، بل يساورني القلق أن يكون متعجلاً عن التوقيت الملائم نظراً لظروف المرحلة وما يعتري الساحة السياسية من تقلبات وخزعبلات.

عموماً فإن سفينة الانتخابات قد أبحرت، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن تصل بسلام إلى شاطئ الأمان والاستقرار، وأن يحفظها من كيد الأعداء المتربصين، وطعون السادة المغرضين. ودون الاستطراق إلى ما قُتل حديثاً وشرحاً عن أهمية هذه الانتخابات المحدد لها منتصف الشهر القادم، وأنها ستفرز أهم وأخطر برلمان فى تاريخ مصر الحديث لما له من صلاحيات واختصاصات تفوق ما لرئيس الجمهورية، ولما عليه من مسئوليات جسام فى هذه المرحلة التاريخية الفارقة التي ستحدد مستقبل الدولة المصرية، وبالتالي فإن المسئولية الأعظم تقع على المواطن المصري فى حسن اختياره وانتخابه لنوابه القادرين على تشكيل مجلس نواب محترم يستطيع الاضطلاع بمسئولياته الوطنية المأمولة، فإن ما يعنيني اليوم هو كيفية إرشاد البسطاء من الناخبين الذين يمثلون النسبة الأكبر من الكتلة التصويتية، إلى معايير وأسس الاختيار التي تحقق الهدف الوطني المنشود،وهذا الجانب هو الأدعى بالحديث فيه الآن، وهو بالفعل محل حديث النخبة وأهل السياسة ورجال الإعلام ولكننى أراه للأسف حديثاً شمولياً يتسم بالإنشائية والعمومية ولا يلبي حاجة المواطن البسيط في إدراك أسس واضحة ومحددة يستطيع بها اختيار نوابه وفقاً للأهداف الوطنية التي أجمع عليها الشعب بثورته المجيدة وبما يتفق مع المشاعر الوجدانية التي ترسخت لدى الغالبية العظمى من الشعب المصري.

من هذا المنظور فإنني أتمنى أن يكون الخطاب العام الموجه لجمهور الناخبين خلال هذه الفترة متضمناً المعايير والنصائح الواضحة والبسيطة التي تمكن الناخب من حسن الاختيار، التي أرى من بينها النقاط التالية: (1) التأكد من إيمان المرشح بثورة 30 يونيو وبواعثها ومبادئها وأهدافها. (2) استشعار التوافق الوجداني والفكري للمرشح مع القيادة السياسية، وقناعته بالمسار الوطني الذي اتخذته الدولة المصرية لبناء مستقبلها على ركيزتي السيادة والاستقرار. (3) عدم انتماء المرشح أو مناصرته لأى أفكار أو معتقدات أجنبية حتى وإن كانت ذات بريق ونغم رنان. (4) التأكد من السمعة الطيبة والسلوك الأخلاقي القويم للمرشح فى السر والعلن، وهو ما يُعد علمه ميسوراً لأبناء كل دائرة. (5) تكثيف مناقشة المرشح واستنفاره للوقوف على مدى قدراته الثقافية والصحية والمعنوية للاضطلاع بمهام البرلمان المرتقب. (6) عدم استغراق الناخب في الضجيج الإعلامي والشعارات الرنانة التي قد يحيط المرشح بها نفسه، وأهمية الاجتهاد الشخصي للناخب فى إدراك كينونة المرشح وصفاته وقدراته. (7) عدم مسايرة المرشح في وعوده الشخصية أو المحلية، ومطالبته فقط برؤيته المستقبلية عن صالح مصر وكيفية تحقيقه وضمانات التزامه بما يقول.(8) تدقيق الناخب وإعمال ذهنه بتركيز شديد لحسم اختياره قبل يوم الانتخاب بوقتٍ كافٍ، واستقصاء سير المرشحين بدائرته جيداً، حتى لا ينزلق إلى انتخاب من ينتمون إلى الجماعات أو الحركات أو الاتجاهات التى سعت الى خراب وفساد مصر، وليكن واضحاً أن الحية لا يمكن أن تلد ملاكاً. (9) اذا كان بعض البسطاء من الناخبين ونظراً لظروفهم المعيشية الصعبة، يضطرون لقبول عطايا مادية من بعض المرشحين، فعليهم أن يدركوا أن المرشح الذى يستبيح ذلك السلوك لا يمكن أن يكون محلاً للثقة، وأن حرصه على الوصول للبرلمان بهذه الآلية لابد أن يكون لأغراضٍ دنيئةٍ، وبالتالى فإن على هؤلاء الناخبين تفهم ذلك جيداً ومراعاة ضمائرهم عند الاقتراع. (10) أما بالنسبة للمرشحين فلهم أن يقولوا ما شاء لهم من الكلام المعسول المباح،ولكنى أناشدهم الصدق المطلق فى الافصاح عن هويتهم السياسية ومرجعياتهم الفكرية، لأن خداع المواطنين فى هذه الجزئية بالذات سوف ينعكس بآثارٍ وخيمة على الوطن وعلى ذات المرشح.

هذه هى رؤيتي الشخصية للمعايير والنصائح الأهم التي يجب بناءً عليها اختيار مجلس النواب في هذه المرحلة، وأتمنى أن يشاركنى فيها أصحاب الخطاب العام لتصل إلى كل أبناء الوطن، مع التأكيد أن مشاركة كل المصريين في هذه الانتخابات وعدم عزوف أحدٍ عنها، هى الضمانة الأولى لنجاح العملية الانتخابية وتحقيق الهدف المنشود.

حفظ الله مصرنا الغالية وهدانا جميعاً سواء السبيل.

لواء / أحمد عبد الفتاح هميمي