رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضربة قلم

مخطئ من يظن أن الدولة غابت أو انفرط عقدها أو سابت مفاصلها فى أعقاب ثورة 25 يناير. المظاهرات.. تهريب السلاح.. البلطجة.. الفوضى كل شىء كان تحت السيطرة، و«بيتلم» وقت اللزوم.

الدولة المصرية بأجهزتها الأمنية المختلفة أدارت البلاد من وراء ستار، وأنقذتها ببراعة ومهارة تحسب لها، كانت البداية فى تفتيت وحدة الثوار بالائتلافات الثورية التى اقترب عددها من نحو 160 ائتلافاً، والسماح بتأسيس أحزاب بلغت حوالى مائة حزب. وكان الجزء الأول من الخطة هو الحيلولة دون ظهور الزعيم الذى تلتف حوله الجماهير، وتتعقد الأمور، وتتعثر الخطة، ولا مانع من وجود مائة «ريس» يتنافسون ويتناحرون فى تمثيلية محبوكة أو عن جهل ومطامع شخصية. بعضهم يعمل لصالح الأجهزة الأمنية، والبعض الآخر ينفذ أجندات خارجية، فيما ظل قطاع كبير من الشعب تائهاً متعثراً متخبطاً بين أولئك وهؤلاء، إلى أن نجحت تلك الأجهزة فى إسقاط نظام الإخوان بواسطه حركة تمرد، وإنقاذ البلاد بتدخل الجيش بناءً على طلب الشعب يوم 30 يونيو. نفس الخطة التى كان يطبقها ملوك بلاد فارس حين كان يتعمد كل ملك جديد أن يترك البلاد غارقة فى الفوضى وأعمال السلب والنهب لفترة من الوقت، حتى يضج الشعب، ويصبح مؤهلاً لتنفيذ شروطه، ودفع ما يفرضه من ضرائب مقابل الأمن والاستقرار.. مضت الأمور وانتقلت الدولة إلى تنفيذ الجزء الثانى ما يمكن أن نسميه «خطة الماريونيت».. الدمى، الماريونيت، العرائس المتحركة، الأراجوز كلها مسمى واحد لفن قديم كانت له أصداؤه فى الماضى، ولعب دوراً فى زيادة الوعى أو توصيل فكرة أو تغيير سلوك اجتماعى أو سياسى، يحركها الفنان بأصابعه التى تمسك بخيوط مفاصلها وأجزائها المختلفة.

استهدفت هذه الخطة حرق النخبة من ثوريين انتهازيين وسياسيين ونشطاء وإعلاميين، واستُخدم فيها السلاح ذاته الذى كادت تسقط به مصر وهو الإعلام، والشبكة العنكبوتية. ومن نجا من تسريبات الصندوق الأسود، فإنه يتحسس بطحته مستظلاً بحائط الأمن وهؤلاء صاروا أسلس قيادة من الشرفاء والمحترمين، مقدمين طاعة الدولة على إرادة الشعب. وكما نجح «الماريونيست» فى إحداث الانقسام بين أهل يناير، فإنه وبنفس البراعة والقدرة استطاع أن يفرز لنا برلماناً منقسماً ومشتتاً دون أغلبية، معظمهم مطابقون للمواصفات الأمنية أو اشتروا مقاعدهم. اختار الشعب بعضهم وانتقت أجهزة الأمن البعض الآخر ليدعموا الدولة فى تحالف يراه البعض خيراً والآخر يراه شراً. الماريونيست هو من قدم التسريبات لذلك الإعلامى وذاك ليحرق بها أشخاصاً قد نتفق أو نختلف معهم فى رسالة واضحة لهم ولكل أصحاب البطحات على رؤوسهم. تلاعب بالجميع وأحرقهم جميعاً.. يناير مؤامرة انتهت بثورة.. كانت قرصة ودن للمخلوع مبارك، وتحولت إلى علقة لنا.. فضلاً أيها الماريونيست البارع لقد أنقذتنا ولكن أنهكتنا.