رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

اليوم مرَّ 65 عاماً على اشتعال ثورة 25 يناير.. فلو اعتبرنا انقلاب الجيش على الملك فاروق فى 23 يوليو 1952 «ثورة»، فلنا أن نعتبر أحداث 25 يناير ثورة أيضاً.. وأهمل التاريخ هذه الثورة بفعل فاعل، فلم يذكر للأجيال بطولات أصحابها، ولعل بطلها الأول كان السبب فى تجاهل «أصحاب يوليو»، لأنهم كانوا على خلاف أيديولوجى مع ذلك البطل الشجاع، الذى استحق تقديراً لم ينله، وانصافاً لم يصله، على مدار 48 عاماً عاشها بعد اندلاع ثورته فى 25 يناير 1952 وحتى وفاته فى 9 أغسطس عام 2000.

وما فعله البطل الشجاع وزير الداخلية فى ذلك الوقت فؤاد سراج الدين، يخالف ما ادعاه «أصحاب يوليو» من أنه وحزب الوفد كانوا حلفاء للإنجليز.. والحقيقة أن «الوفد» لم يكن أبداً متحالفاً مع المحتلين، فرئيسه وزعيم الأمة مصطفى النحاس هو من ألغى معاهدة 1936 مع الإنجليز، بعد مماطلتهم فى تنفيذها والجلاء عن مصر، ونزل الشعب كالطوفان يوم إلغاء اتفاقية الإذعان فى 8 أكتوبر 1952، تأييداً للنحاس الزعيم الشجاع يهتفون لمصر وله «كان هذا اليوم هو الشرارة الأولى لاندلاع ثورة 25 يناير، فمع التأييد الشعبى الجارف، ورغبة المصريين فى التضحية من أجل الوطن، تم تشكيل كتائب للفدائيين لمقاومة المحتلين وألغت حكومة الوفد الامتيازات والإعفاءات المالية التى كانت ممنوحة لسلطات الاحتلال، وتصاعدت الأعمال العدائية ضد الإنجليز فى معسكراتهم وأماكن تمركزهم فى منطقة القناة، بالتنسيق مع جنود الشرطة المصرية، وانضم 91 ألفاً و«572» شخصاً لدعوة مقاطعة العمل فى معسكرات الإنجليز، وتوقف متعهدو توريد الأغذية والمستلزمات للمعسكرات ودعَّم فؤاد سراج الدين هذه الدعوة، وأمدَّ الفدائيين بالمال والسلاح و أمر رجال الشرطة بالتنسيق معهم للقيام بأعمال عسكرية ضد الإنجليز، الذين أحسّوا بالحصار وضراوة المقاومة من المصريين وحكومتهم التى ألغت المعاهدة والامتيازات.. وفى تهور ورعونة أمر قائد القوات الإنجليزية «البريجادير أكسهام» بمحاصرة «80» من رجال الشرطة داخل القسم بمبنى محافظة الإسماعيلية ووجه سبعة آلاف جندى إنجليزى بنادقهم ومدافعهم ومدرعاته ودباباتهم نحو المبنى، وأمر «أكسهام» جنودنا بالاستسلام  وتسليم المبنى، غير أنَّ فؤاد سراج الدين وزير الداخلية، كان له أمر آخر بعدم التسليم.. دارت المعركة وقتل الإنجليز «50» من المحاصرين وأصابوا «80» آخرين بعد مقاومة شديدة، وتبادل لإطلاق النيران.. وفى صباح اليوم التالى «26 يناير 1952»، خرج الشعب مرة أخرى يندد بالاحتلال ويطالب بطرد الإنجليز، واستغل مندسون غضب الشعب وسخطه، فحرقوا «700» فندق ومطعم ومبنى، وغطت سُحب الدخان سماء القاهرة، وتناثرت الجثث فى الشوارع.. ومهدت أحداث الإسماعيلية وحريق القاهرة لضباط الجيش أن يطيحوا بالملك، بعد خمسة أشهر فقط من اندلاع ثورة الشرطة والشعب فى 25 يناير 1952.

[email protected]