كلمة عدل
فى إطار الحديث عن مكافحة الفساد والقضاء عليه بالبلاد من أجل نجاح التنمية التى تعد هدفاً مهماً من أجل بناء مصر الجديدة، ومن أجل إحداث التغيير الذى يحلم به المصريون، لابد من وجود جهاز مسئول يربط بين المواطن وأجهزة الدولة المختلفة. وهذا يتأتى من طريق واحد ومهم وهو وجود حكومة سياسية، بمعنى أوضح وأدق لابد أن يكون الوزير سياسيًا، وليس معنى ذلك التخلى عن خبرة التكنوقراط. بل يجب أن يتم الجمع بين الوزير السياسى والاستفادة من خبرة التكنوقراط، حتى يمكن الوصول إلى بر الأمان.
فى هذا الصدد لابد من عودة وزير شئون مجلس الوزراء فى ظل الحرب على الفساد، وهى فكرة كان معمولاً بها من قبل، حيث يقوم هذا الوزير بالتنسيق بين المواطنين والحكومة فى كافة المجالات. هذا الوزير تتطلب الظروف الراهنة الآن عودته، حتى يكون هناك رابط بين جهاز مكافحة الفساد الذى نطالب به وبين الحكومة. ووظيفة هذا الوزير بالغة الأهمية لأنه يقوم بتلقى مشاكل وهموم المواطنين من جهاز مكافحة الفساد، والتنسيق مع الحكومة فى كل المجالات لإيجاد الحلول المطلوبة لمكافح المشاكل.. الهدف من ذلك كله أنه يجب ألا تعمل كل وزارة منفردة عن الأخرى أو فى جزر منعزلة، مما يتسبب فى الكثير من القرارات والقوانين المتضاربة.
وعدم وجود حكومة سياسية تضع السياسات العامة يتسبب فى كثير من التخبط بين الوزارات، فعدم التنسيق يخلق مشاكل لا حصر لها، فمثلاً فى حالة عدم التنسيق، نجد وزارة مثل الزراعة تتخذ قرارًا بزيادة مساحة الأرض المزروعة بالأرز فى حين وزارة الرى ترفض طبقًا لسياستها فى خفض كمية مياه الرى أو ترشيدها، وهنا تحدث الكارثة أن نجد تضاربًا شديدًا فى السياسات. وهنا تبرز أهمية أن يكون الوزراء سياسيين لوضع السياسات العامة لكل وزارة والخطط المستقبلية، وليس بمعزل عن باقى الوزارات الأخرى.. وهذا لا يعنى أبدًا التخلى عن خبرة التكنوقراط، بل يجب أن يتم الاستفادة من خبرتهم فى التنفيذ والتطبيق.
وفى الحكومة السياسية لابد من عودة وزير شئون مجلس الوزراء الذى ينظم العلاقة بين الوزارات المختلفة، والأهم فى دوره السياسى العلاقة بين الناس والحكومة، وكما اقترحنا من قبل بشأن إنشاء جهاز مكافحة الفساد الذى يتلقى الاقتراحات والشكاوى، تأتى أهمية وزير شئون مجلس الوزراء، فى عرض هذه المشاكل على الوزارات المختلفة للبحث عن حلول لها وفى أسرع وقت.
وبهذا نضمن تمامًا مكافحة الفساد وشعور المواطن بأن هناك تغييرًا حقيقيًا حدث له.. وبمناسبة التعديل الوزارى الذى بات وشيكًا من المهم والضرورى عودة الوزير المختص بشئون مجلس الوزراء فى وزارة سياسية تستفيد من خبرة التكنوقراط.
.. و«للحديث بقية»
سكرتير عام حزب الوفد