كلمة حق
كثير من طيور الظلام يتحدثون دون دراية عن جدوى ضرورة تعزيز قدرات الجيش براً وبحراً وجواً، بالعديد من القطع العسكرية، رغم العثرة الاقتصادية الحالية، منوهين إنه من الأفضل توجيه الأموال المخصصة لذلك إلى تحسين نوعية الحياة، وهذا يدل على أن هؤلاء لا يملكون سوى رؤية ضبابية لا تعدو محيطهم المحدود، وهنا نذكر بوضوح، هل كان فى الإمكان إملاء إرادة السلام على الكيان الصهيونى دون تحقيق نصر أكتوبر المجيد؟ ومن يضمن ذلك السلام إلا امتلاك القوة المناسبة للردع، مع الوضع فى الاعتبار أن المتربصين بالوطن لن يضيعوا فرصة لتطوير قدراتهم العسكرية.
ولعل إيقاف عبث الجماعات الإرهابية، وانكسارهم على صخرة إرادة الجيش المنتصر شرقاً وغرباً، ما كان أن يحدث لولا امتلاك الأسلحة اللازمة لتحقيق التفوق النوعى، وبخاصة أن هناك دعمًا لوجيستيًا غير محدود، يقدم من بلاد موتورة تمتلك المال.
ومن لم يشعر بتحرير القرار السياسي المصرى فى الآونة الأخيرة بصورة تفوق ما كنا عليه فى العقود الثلاثة الماضية، كنتيجة مباشرة لتنويع مصادر تسليح الجيش، فهو يحتاج وبلا شك الى زيارة عاجلة لطبيب متخصص، يوصى له بعلاج آمن لكى يعيد إليه إدراكه الكامل.
والقصد هنا أن نرصد وندقق، لأن فى حال إحساس الآخرين المتآمرين بضعف قدرات المصريين، وبخاصة القدرات العسكرية، فلن يكون هناك اقتصاد من الأساس، بل قد تكون هناك مأساة تضاهى، بل تفوق ما يحدث فى العراق وسوريا.
إن الرؤية الشاملة للأمور أمر ضرورى للتحدث فى الشأن العام، ومن لم يمتلك المعلومات الكافية عليه أن يصمت، وإن كان يرغب فى الحوار فعليه بذل مزيد من الجهد للإلمام بالمشهد كاملاً.
أما من يتحدث من الخلف فى مقاعد المتفرجين، فنذكره أن العدائيات المحيطة غرباً وشرقاً وداخلياً تحتاج إلى مزيد من القوة، وبخاصة أن هناك من يراقب ويعبث.. وامتلاك مصر لمفردات القوة والردع يحمل فى طياته رسائل واضحة للقاصى والدانى مفادها أن المصريين لديهم الكثير من القدرات التى تضمن لهم الحفاظ على مقدراتهم، وبخاصة شريان الحياة نيل مصر الخالد، برغم من يقف وراء ذلك المخطط الشيطانى.
ومهما كانت التوجهات واختلافات الرأى الصحية، فليس هناك مصرى، يكره أن تتحقق أسباب القوة لجيش مصر العظيم، وليس هناك أى تبرير لانتقاد تسليح الجيش، إلا أنهم لا يريدون لمصر جيشًا قوياً قادرًا على الزود عن أرضها وشعبها.