عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم أكن أتصور أن الأيام تهرول أسرع من إجازة الصيف التى كنا ننتظرها ونحن صغار، وما تكاد تأتي الإجازة حتي تفر منا، وها هي السنوات تجري، لتمر علينا الذكرى السادسة لثورة يناير المجيدة.

ست سنوات خاضت فيها مصر وشعبها وحكوماتها وقيادتها الكثير من الأحداث الكبري والخطيرة والمؤثرة أيضاً، أحداث تربك أى شعب ويمتد تأثيرها على جميع من حولنا من دول وجيران بل وتأثيرها الزمني والمستقبلى على الشعب المصري نفسه، وانقسمنا خلال تلك السنوات وتفرقنا وتعاركنا وتضاربنا، البعض يؤيد بحماس، والبعض يبغضها ويلعنها.

ليصبح هذا الحدث الجلل، مثله مثل الأحداث العظام فى حياة الوطن، لا نعرف كيف نتصرف فيه، أو نستوعبه أو نقوم بتنميته، وكأن تلك الأيام الثمانية عشرة التى نزهو بها، أصبحت فعل أناسا وبشرا لا نعرفهم ولم نرهم رؤية العين.

وقد قامت الكثير من الاقلام بتحليل أحداث ثورة يناير والتيارات التى أتت بعدها، وأنا لدى يقين بأن ثورة يناير ما تزال ثورة بكرًا ولم تؤت ثمارها بعد، وإن الطريق طويل لجنى تلك الثمار، أو معرفة أساسياتها ولماذا قامت ولماذا حدث بعدها ما حدث من شد وجذب وتناحر وصراعات.

وربما يختلف معى الكثيرون فى ظل الغلاء والارتفاعات المستمرة والرهيبة فى الأسعار، وبأن هذا بسبب تلك الثورة، وأن أهدافها ضاعت وتلاشت وأصبح لها مئات الأهداف التى لا نعلمها، وربما يقول البعض إن الثورة أكلت أبناءها واعتقلتهم، أو كممت أفواههم.

ولكنى لا أريد أن نصغر من حجم الثورة، بل إننى أريد هنا أن أتحدث عن ذكري عظيمة أو حجر زاوية فى حياة وطن وشعب، أى أننا لن نجني أى منفعة من إدانتها أو لعنها أو حتي تمجديها، لنترك تلك الأيام بشجونها وأحداثها وانكساراتها وانتصاراتها أيضاً، حتي لا ترتبك الأجيال القادمة مثلنا، وحتي لا تصبح الحكاية أو التحليلات صراعات مستمرة، مثل الملكية أفضل من الجمهورية، أو جمال عبدالناصر أفضل أم «السادات»، تلك الثنائيات التى أصبحت من مميزاتنا كشعب، فنحن نريد لها أن تكون كما كانت، عظيمة ونفتخر بها، دون أن نقع فى تلك الثنائيات القاتلة، وأن يترك المحللون والإعلاميون الثورة للتاريخ ليكتبها بعيدًا عن أى أهواء أو أى مصالح، لنظل نفتخر بها ونحمل شجونها داخل قلوبنا وفى وجداننا، وبأننا أفراد عايشنا واشتركنا فى حدث عظيم لا يحدث كثيرًا فى عمر الشعوب والأمم، وحتى نحتفظ بتلك الأيام فى ذاكرتنا كأمة حتى لا يصبح كل ما مضي سيئا وبالتالى فكل قادم هو أسوأ.