رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تساؤلات عدة، لم تفارق الأذهان منذ ستة أعوام، لا تجد جوابًا شافيًا حتى الآن: هل حققت ثورة 25 يناير أهدافها، وما التغيير الذى حققته، وهل نحن بالفعل نمضى نحو الأفضل، أم أن الأسوأ لم يأتِ بعد.. وماذا يخبئ المستقبل القريب من مفاجآت على كافة الاتجاهات؟!

ماذا حدث؟.. لا أدرى، تصيبنى نوبة من الضحك كلما تذكرتُ تلك الحالة «الملائكية» التى كان الناس عليها فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011.. وجوه باسمة، طلاء الجدران والأرصفة، تنظيف الشوارع وتشجيرها، تأمين المنازل والشوارع، المحافظة على المرور والمساهمة فى تنظيمه.. حملات هنا وهناك، وطاقة هائلة ورغبة جامحة فى البناء والتطوير!!

اختفت كل تلك المعالم تقريبًا، وأصبحت كلمة «الثورة» عند بعض «المؤلفة قلوبهم»، مرادفة للنكسة والوكسة والخيبة، ولم تعد تجدى نفعًا تلك المقارنات والمقاربات بين تلك اللحظات الخالدة التى مرت بنا، التى ما لبثت أن تبخرت، وتحولت إلى طاقة سلبية هدامة!!

إن تجربة المصريين بعد ثورة يناير، جعلتهم يعيشون عصرًا بلا ملامح، حقبة تجمع بين الحرمان السياسى والاقتصادى، ولذلك فإن مشكلة محاولة إعادة كتابة التاريخ حاليًا، تبدو مرهقة للغاية، لأنه تاريخ قريب جدًا، لم يبرح الذاكرة بعد، خصوصاً أن شهوده ما زالوا أحياءً.

ستة أعوام، شهدت زخمًا استثنائيًا وأحداثًا جسامًا، ومتغيرات حادة، طالت كل مناحى الحياة، بل امتدت إلى طبيعة العلاقات المجتمعية بين الناس، فى ظل ما يشهده المجتمع من حالة استقطاب مستفز.

أعوام مضطربة، شهدت ثلاثة رؤساء للجمهورية، وفترة انتقالية ملتبسة، مشحونة بأحداث دامية، واستقطابات سياسية أوصلت مصر إلى «30 يونيو»، ثم «3 يوليو» 2013، وكتابة الدستور مرتين!!

سنوات هى الأصعب فى تاريخ البلاد، خصوصًا فى ظل إرهاب يضرب كل مكان، وأزمات اقتصادية طاحنة، وبطالة وتضخم وغلاء، وشح معظم السلع الأساسية والأدوية، وانهيار الجنيه بعد تعويمه أمام الدولار!

ازدادت الديون الداخلية والخارجية، وانهارت السياحة، وتوقفت المصانع، وتآكلت الرقعة الزراعية، وانحدر مستوى الأخلاق والتربية والتعليم، وانخفض سقف الحريات، وشاع الفساد فى البر والبحر، ومشكلات لا تعد ولا تحصى.. استعصت على الحل!!

لم نعد فى منأى عن تأثيرات الحروب الدائرة بالوكالة فى سوريا والعراق وليبيا، والملفات الشائكة فى فلسطين والسودان، وأزمة مياه قادمة على الأبواب بسبب سد النهضة، قد تهلك الحرث والنسل!!

ما نستخلصه من تلك الفترة هو استبعاد التفكير فى إمكانية العودة بالزمن إلى الماضى، لأن التاريخ قد يتشابه، لكنه لا يعرف التكرار على طريقة «كلاكيت سادس مرة»، أضف إلى ذلك الافتقار إلى الرؤية والهدف الواضح، بعد أن ثبت خطورة الرهانات الخاطئة!

الجميع «بلا استثناء» وقعوا فى الخطأ.. كثيرون مارسوا الخداع، وقليلون تمسكوا بالحكمة، أما النخب السياسية والإعلامية، التى اعتلت «أكتاف الثورة»، فقد وقعت فى أخطاء كارثية لا يمكن إغفالها.

لكن.. رغم ما نعيشه من حالة فوضوية عبثية، ستبقى «25 يناير» فى وجدان الشعب المصرى رمزًا لحلم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، والذى حتمًا سيتحقق.

[email protected]