رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اليوميات

فاضت الدموع عندما نطق القاضى العظيم أحمد الشاذلى حيثيات الحكم التاريخى بسيادة مصر على جزيرتى تيران وصنافير والحق أقول إنه ينبغى على شخصى الضعيف أن أتوجه بعظيم الشكر وبالغ التقدير لا لهؤلاء السادة الذين تبنوا القضية منذ البداية ولا لهؤلاء الذين خرجوا متظاهرين رافضين مشاغبين ولا حتى لهؤلاء الذين داخوا دوخة الأرملة على الفضائيات يعلنون مصرية الجزر، ولكن الشكر كل الشكر ينبغى أن أتوجه به وأخص به هذه الحكومة التى لم تقدم مستندا يتيما يفيد بأن تيران وصنافير ليست من تبعية الدولة المصرية أو أنها جزر صايعة بلا صاحب، أو أن الجزر حالها كما هو اللقطاء وجدناها هائمة فى البحر فأخذناها فى أحضان الدولة المصرية حتى يظهر ويبان صاحب الحق فيسترد وديعته وعليها بوسة.. فى الحقيقة أنا أنحنى للحكومة المصرية احتراما وتقديرا.. مع أننى لا أحب هذه الحكومة، ولا أعتقد أن رئيسها السيد شريف إسماعيل هو رجل محبب إلى المصريين، وإن  كنت أتشرف بمعرفة وصداقة وزيرين فقط لا غير فيها، ومع ذلك فإننى أجد نفسى أدين للمسئول الحكومى الذى أثبت أنه شرب من نيلها، بل إنه نبت أصيل من طينها ونتوء خرج من أرضها.. هذا المسئول الحكومى، الذى عهدوا إليه بمتابعة قضية صنافير وتيران تنبغى علينا جميعا أن نقيم له تمثالًا فوق إحدى الجزيرتين باعتباره السبب الأكبر فى أن قاضى مصر العظيم أصدر حكمه القاطع البات بأن كل ما قدمته الحكومة لا يثبت مطلقا أحقية أى دولة فى الجزيرتين وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بل يسمو إلى اليقين بأن هذه الجزر هى ملك خالص لهذه الدولة التى عرفتها الحضارة الإنسانية حتى قبل أن يبدأ التاريخ سطوره.. وأضف إلى ذلك أن هذا البلد العجيب كان هو الذى استأجر التاريخ ليجلس على أبوابه ليسجل ويسطر أول حروف للنور والمعرفة.. لا، والهداية من هنا من قلب هذه الأرض اخترعنا كل شىء، وكان للضمير المصرى أن يخترع الإله قبل أن تصل الأرض بالسماء من هنا.. وهنا فقط ألقى أول حجر فى بحيرة الحضارة فانتقلت دومات الثقافة والفن والرياضة والمعرفة والفلك والهندسة والطب والدين والقانون وبالطبع  كان على الورثة الذين خصهم الخالق عز وجل بميراث نباهى به البشرية، أن يكون الارتباط بالأرض وحبات الرمال أمرا بالغ القدسية، لا يمكن التفريط فيه أو التفاوض بشأنه أو التنازل عنه مقابل كل كنوز وآبار النفط فى الكون كله.. واسمحوا لى هنا وعبر صفحات «الوفد» بأن أحيى كل هؤلاء الأبناء البررة دون مسميات ودون ذكر أى أحزاب أو هويات أو أى انتماء لأى تيار، فقد ثبت باليقين أن الكل فى واحد.. وهذا شأن الشعوب العظيمة صاحبة الحضارات الكبرى، فهى فى أوقات الخطر الداهم ينسى الكل صغار الأمور ولا يصبح هناك ناصرى ولا إخوانى ولاوفدى ولا تجمعى ولا سلفى ولا أحرارى ولا اشتراكى ولا شىء سوى هذه البهية الشقية المنيرة المكتملة البهاء التى ليس لها مثيل فيما خلق المولى عز وجل لا فى أرضها.. ولا أهلها.. اللهم احفظ شعب مصر واحفظ جيش مصر واحفظ أرض مصر واحفظ حبات رمالك يا أغلى بقعة لم يرسمها خطاط ولم يجملها مثال، ولكن وهبها المولى عز وجل ذلك السحر الذى جعلها وهى قبطية منبعا للتسامح وأرضا للرهبنة، وهى مسلمة درعا وسيفا حمى الدين مرتين مرة بعد سقوط بغداد على أيدى قادة جيوشها العظام قطز وبيبرس، ومرة على أيدى الناصر صلاح الدين، مصر التى لو سألوا الحجارة والرمال والجبال.. أن تختار ما بينها وما جاورها ما اختارت سواها.

مبروك عودة تيران وصنافير لأرض الحضارات بشهادة شعب مصر وقضاء مصر وضمير مصر.

شكرا للحكومة وشكرا للقضاء الشامخ والله يرحمك ويحسن إليك يا أبويا الجميل الولد الشقى السعدنى الكبير.. طيب الله ثراه كان يقول:

فى مصر.. قضاء.. وفى غيرها قضاء.. وقدر

يخرب بيت أم سحرك يا بلدنا..