رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قال رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل إبان الحرب العالمية الثانية، إنه على استعداد للتحالف مع الشيطان فى سبيل رفعة بريطانيا. وكانت إنجلترا فى هذا الوقت تعانى الكثير من الصعوبات فى حربها مع الألمان. الأمر الذى اضطرت فيه إنجلترا للتحالف مع روسيا الشيوعية آنذاك، كما تحالفت أيضا مع أمريكا، وكان لهم النصر فى تلك الحرب على دول المحور بزعامة ألمانيا. المهم، أن إنجلترا تحالفت مع روسيا رغم الخلاف المذهبى بينهما، فروسيا دولة شيوعية أما إنجلترا دولة رأسمالية، ورغم هذا الاختلاف تحالفا معاً للقضاء على عدوهما فى الحرب.

أقول هذا بمناسبة الحديث الدائر هذه الأيام عن التعديل أو التغيير الوزارى المرتقب، ويقال إن البحث جار عن أعضاء جدد للوزارة، وهناك صعوبات كبيرة فى قبول البعض منهم نظراً للظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، سواء من ناحية الأمن، أو من ناحية ارتفاع الأسعار وقلة السلع المعروضة، خاصة فيما يتعلق بالدواء. فقد سبق السيد رئيس الوزراء أن أوضح أكثر من مرة عن وجود صعوبات كبيرة لقبول المرشحين للعمل الوزارى، والبادى أن العمل الوزارى فى مثل الظروف التى تمر بها مصر حالياً، أقرب ما يكون للنقمة وليس بأى حال نعمة.

وأمام هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر، لماذا لا نستعين بالشرفاء ممن كانوا يعملون فى عهد الرئيس السابق مبارك؟ لقد قرأت وسمعت أكثر من مرة أنه ثبتت براءة العديد ممن سبق أن أشيع حولهم من قضايا الفساد، كما أنه ليس من المقبول ولا المعقول أن يكون كل الذين عملوا فى الماضى فاسدين، فلا يوجد فى الدنيا عهد كله فاسدون وآخر كله شرفاء، فسنة الحياة هى الاختلاف فكما يوجد الفاسد يوجد أيضا الشرفاء.

وعلى ذلك، فإننى أقترح الاستعانة بالشرفاء من الذين عملوا فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، فلا غضاضة من الاستعانة بمن أثيرت حولهم الشبهات منهم طالما ثبتت براءته، فمصر الآن فى أشد الحاجة لكل من له خبرة وكفاءة فى العمل العام. مصر الآن فى حرب حقيقية سواء من ناحية الأمن، أو من ناحية الرغبة فى التقدم لتعويض ما فاتها من وقت وجهد. ولكى نتخطى المرحلة الاقتصادية الصعبة التى تلهب ظهور الفقراء فى تلك المرحلة الحرجة، لابد لنا من إيجاد حلول ناجزة، وأن تتم الاستعانة من لهم الكفاءة والخبرة فى العمل الحكومى والإدارى والاقتصادي، حتى نستطيع العبور بمصر لبر الأمان.

رئيس الوزراء الإنجليزى لم يتورع أثناء الحرب العالمية الثانية فى التعاون مع روسيا، رغم الخلاف المذهبى الكبير بينهما فى سبيل انتصار بريطانيا على أعدائها، وقد تحقق له ذلك بالفعل. فلا أقل على مصر - فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها - من أن تحتذى حذو إنجلترا وأن تتعاون مع أى من الذين ثبتت براءتهم ممن عملوا فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، طالما ثبتت كفاءته، المهم أنه لابد أن نمنح كل مرشح للعمل الوزارى قسطاً من الضمانات بحيث يتاح له العمل بجرأة وشجاعة ودون تردد أو خوف.

من هنا.. فإنى أرى أنه لا غضاضة، فى ظل الظروف والصعوبات التى تمر بها مصر، سواء فى حربها على الإرهاب، أو نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، بل ومن واجبنا أن نحذو حذو رئيس وزراء بريطانيا - ونستون تشرشل، بأن نتعاون مع أى شخص يمكنه الأخذ بيد مصر والنهوض بها من كبوتها، حتى لو كان ممن عمل فى عهد الرئيس السابق.. وتحيا مصر.