رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

للإجابة عن هذا السؤال لابد من أن نعرف أولاً من هو "عتريس" العريس ومن هى "فؤادة" العروس. وكما هو الحال فى مصر المحروسة عند تقدم شخص للزواج فإن أهل العروس يسألون عن هذا العريس، وتدور أسئلتهم أساسا حول ما إذا كان قد سبق للعريس الزواج من قبل، وما هى إمكانياته المادية للاطمئنان إلى أنه سيستطيع الإنفاق على بيت الزوجية، وإذا تبين أنه غير قادر فإن أهل العروس يرفضون إتمام هذه الزيجة. وعند الاستعلام عن هذا العتريس تبين أنه دولة مصر بشحمها ولحمها وتبين أنه سبق له الزواج وما زالت أم الأولاد على ذمته. كان اسمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ويقولون إنها غيرته مؤخراً إلى الهيئة الوطنية للإعلام. كما تبين أن حالته المادية غير ميسورة فهو مدين لجهات داخلية وأخرى خارجية وأن أحواله لن تتغير قبل بضع سنوات. وإذا كان الحال كذلك فكيف رضيت العروس الجديدة أو كيف رضى أهلها بالارتباط به؟ يقول العارفون بالأسرار إنه زواج عرفى. وأنه اشترط عليها ألا تكشف عن شخصيته وألا تعرف أحداً بتفاصيل الاتفاق الذى تم بينهما. ومن الواضح أنه أنفق على العروس الجديدة عن سعة بصورة لا تتفق مع وضعه المالى. لكن ارتباطه بفؤادة صغيرة السن وصاحبة الاسم الخواجاتى شجعه على حل الكيس والصرف عن سعة حتى ولو كان "سلف ودين". 

إذا سألت عن أحوال الزوجة الأولى فإنها لا تسر عدوا ولا حبيبا. فهى من ناحية تحصل على نفقة شهرية تكفى بالكاد مصروف الأولاد ولا يتبقى شيء لنفقات البيت. ونظرا لأنها ابنة عز وعاشت مع عتريس أياما هنية فإنها تحن إلى تلك الأيام وتتذكر كيف كان الحال حينما كانت تنفرد وحدها بالساحة لا يزاحمها مخلوق فى مملكتها. فلا مزاحمة من أجانب قادمين عبر الفضاء، ولا من مصريين ساكنى مدينة الإنتاج الإعلامى. هى وحدها ملكة متوجة، تأمر فتطاع والكل رهن إشارتها، والكل يسعى لإرضائها، ولم لا؟.. فهى الآمرة الناهية. ومن ترضى عنه تسلط عليه الأضواء ويظل ينعم بتلك الأضواء طالما حظى بهذا الرضا السامى، ومن تغضب عليه تنحسر عنه الأضواء فى التو واللحظة ويصبح نسيا منسيا. وهى تتذكر الآن كيف فقدت هذا الوضع المتميز خطوة خطوة. ففى البداية كان الخطر الخارجى مع قنوات عالمية تنفق بالدولار واليورو وتملك إمكانيات لا يقدر عتريس على مجاراتها لكن خطرها لم يكن كبيرا لأن جمهورنا عربى ويعتز بقوميته وبلغته، ولذلك لم تتأثر كثيرا بتغير الأحوال. ولكن الضربة التالية جاءت من الجيران، من فلوس البترودولارات، ورغم أن الضربة كانت قوية لأنها سحبت من رصيد الزوجة الأولى التى هجرها أشطر أولادها وراحوا يعملون فى دول الخليج. وقالت هى وماله لا فرق بين الأشقاء، ومضت الأمور رغم تغير الأحوال وتبدد رصيدها بالتدريج. فمرة تفقد الحق فى إذاعة أفلام السينما المصرية. لماذا؟ لقد اشترت حقوق إذاعتها محطة خليجية شقيقة. لا بأس، فنحن نحترم حقوق الملكية. ومرة تزاحمنا محطة أو محطات شقيقة فى مجال تميزنا فى الإنتاج الدرامى. على أى حال المنافسة أمر مشروع وتصب فى النهاية فى صالح العمل. ومرة وراء مرة نفقد شيئا من الحقوق أو من مجالات التميز.. حقوق الرياضة والتميز الإخبارى والتميز البرامجى.. إلخ. وأخيرا جاء الخطر الداهم من الداخل، من زواج رأس المال بالإعلام.

مع تزايد الخطر الجديد فقدت الزوجة الأولى أهم مصادر دخلها، الإعلانات. فبعد أن كانت هى النافذة الوحيدة للإعلانات، رضيت فى البداية بالحصول على نصف الدخل. ولكن مع مرور الأيام راح هذا النصف ينقرض رويدا رويدا إلى أن كاد يتلاشى. ومع ضياع هذا الدخل أصبح لزاما على عتريس أن يتولى الإنفاق بالكامل على الأولاد وأمهم. وربما كان ذلك السبب الرئيسى فى هروب عتريس وزواجه من فؤادة.