عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

اسمه وليد علاء الدين، يعشق الرواية، ويصاحب المقال، ويتراقص على خشبة المسرح، وينام بين أبيات الشعر، مصرى النشأة، إماراتى العمل والكفاح والمعيشة، هو دينامو يعمل ليل نهار، لا يكل ولا يهدأ، عقله يمور ويفور بالأفكار والتجديد والتواصل، صعب أن تلتقى به، لكنك تجده دائمًا حاضرًا بتعليقاته وإرشاداته وإشاراته، فهو حلقة وصل بين جميع الكتّاب رغم البعد، يرى المشهد الثقافى المصرى جيدًا ويعرف من هم بذوره وأغصانه وجذوعه وأشجاره الوارفة، يتحدث معك فى التراث العربى، ومشكلات الترجمة، وما حدث من تجديد فى الرواية، ستجده يقدم لك رواية تستحق لم يلتفت إليها أحد، أو كاتبًا جديدًا لا يتقافز على صفحات الجرائد، يشير فى مقالاته بالجرائد المصرية والعربية لمواطن الخلل والعطب فى العقل المصرى، يعلم كل كبيرة وصغيرة، لذا ستجده يطلبك ذات يوم بأن تشارك فى ملف يقوم بإعداده لمجلته التى يقف على رأسها «تراث الإمارتية»، أو يدعوك لحضور ندوة، او يصحبك خلال جولات معرض للكتاب.

يستقبلك بابتسامته، فى ندوة او حوار او معرض، لا يحب الغمز أو الثرثرة غير المجدية، يكرة النميمة والخبث الثقافى الذى نعشقه، يريد أن يتواصل مع الجميع وأن يفتح قلبه وأبواب مجلته للجميع ايضا، يقلب أرض الأدب والتراث والشعر والترجمة، لا يحب الثوابت الجامدة ولا المطلق الدائم، ولا يطنطن بالاسماء دون أى وعى ودون تكرار.

وأنا لا أكتب مديحًا عنه بقدر ما أكتب عن الدور الكبير الذى يقوم به وليد علاء الدين، حيث يذكرنى بالأساتذة: أحمد بهاء الدين وأحمد زكى وهما يقودان مجلة العربى، أو رجاء النقاش وهو يرأس تحرير مجلة الدوحة، فكثير من أصدقائنا ما يكاد يسافر حتى تنقطع علاقته الا بالقلة القليلة أو شلته ، لكن – وليد- يدور ويفكر ويطرح الأفكار دائما، وملفه الاخير الذى قام بإعداده لمجلته «تراث» والمرتبط باستخدام التراث فى الادب، جعلنا ننظر للأدب العربى والتراث نظرة مختلفة وجديدة، فلم يقدم فيه الأفكار المكررة أو الأسماء المكررة أيضاً، بل جاء مغايرًا ومتجددًا بالرؤى والأسماء التى شاركت فيه، مثله مثل روايته – ابن القبطية – والتى أتمنى أن أكتب عنها دراسة كبيرة - بصفتها رواية مغايرة لما هو مطروح – رغم صغر حجمها، إلا أنه يضغط فيها على موضوع شديد الحساسية والتعقيد، بأسلوب ثرى ومعقد، مخترقًا بها أفقا جديدا على الأدب العرب، وبعيدًا عن التكرار الذى نعانى منه فى كثير من رواياتنا والتى يطنطن به الكثيرون حولنا.

إن وليد علاء الدين ليس كاتبا بقدر ما هو حالة أدبية شديدة الخصوصية وشديدة الحب وشديدة الإبداع، أتمنى أن نحتفى به وبأعماله قريبًا.