عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أن تقرأ: قال الرئيس السيسى إن العاصمة الإدارية الجديدة سيبنى فيها أكبر مسجد وأكبر كنيسة!..لعل المسألة هنا رمزية.. ربما للظروف التى تمر بها مصر ومحاولات الوقيعة بين المصريين، على خلفية التنوع الدينى (مسلم ـ مسيحي) والإجرام والإرهاب المتفشى فى البلاد، وفى القلب منه التفجير الذى تم فى الكنيسة البطرسية، وكذلك سلسلة الحرائق السابقة  التى دمرت عددا من الكنائس، قام الجيش بإعادة ترميمها وإزالة آثار الحريق عنها. هذا كله مقدر ومحترم.. ولكن السؤال هو : لماذا تسيطر علينا ثقافة ضيق الأفق، فنعتبر أن  بيوت العبادة تشمل المساجد والكنائس فقط؟! كل من يريد أن يعبر عن تدينه ـ أو يتاجر به ـ يفكر فقط فى بناء مسجد أو زاوية، أو يهتم قبطى بإنشاء كنيسة.. وكأن دور العبادة لايمكن أن تكون مدرسة مثلا أو مستشفى أو مستوصف؟ وهل مصر مازالت بحاجة إلى بناء دور عبادة لممارسة الشعائر والطقوس الدينية فقط؟

<><>

فى قريتى طحانوب شحذ للبعض هممهم وشمروا سواعدهم لبناء مسجد جديد على أحد جانبى محطة القطار! وكان فى السابق لدينا زاوية فوق الرصيف تكفى بالغرض، ويرتادها الركاب الذين ينتظرون وصول قطاراتهم، أو بعض الذين يسكنون فى محيط الزاوية أو بالقرب منها، ذلك أن هذه المنطقة التى تقع فيها المحطة محاطة بالعديد من المساجد الكبيرة التى تبدو خاوية أثناء الصلوات الخمس اليومية ولا تشهد كثافة من المصلين إلا فى الصلاة الجامعة يوم الجمعة من كل أسبوع ! شحذ الناس هممهم وجمعوا تبرعات وشادوا البناء ويفكرون الآن فى تشييد مئذنة كبيرة ربما تتكلف الاف الجنيهات.. فى حين ان هذه المنطقة يعانى من ندرة المدارس بطريقة تدعو كل مخلص وحتى كل مسلم الى تأمل وتدبر ما جرى والفكر والثقافة السائدة فى بناء «بيوت الله»..

مصر بلد السبع الاف مئذنة فى القرن الماضي، لم تعد تميز بين الدول وتفاخر بهذا العدد فقط من مآذنها ومساجدها، بل ربما تضاعفت هذه الأعداد مرة واثنتين وثلاثة، ففى الحقيقة لاأحد يمتلك إحصائيات دقيقة عن أعداد المساجد وإن كان الظرف الدينى الغريب والعجيب الذى تمر به مصر يجعل من السهل تتبع واحصاء أعداد الكنائس!

شيد الجيش مسجدا ضخما أطلق عليه اسم المشير طنطاوى ! وهو مادفع المؤلف والسيناريست نعيم صبرى للتساؤل بمراره «ماكل هذا البذخ والفخامة والرخام البراق والثريات والناس جياع ومرضى ولا يتعلمون تعليما ينير لهم الحياة !!وواصل نعيم صبرى تساؤلاته المريرة : كيف طاوعكم قلبكم لمثل هذا الإنفاق الترفى و الجنيه المصرى يعانى مع المصريين? وتزمعون الآن  بناء المسجد والكنيسة الأكبر !!فهل.. مصر  تحتاج إلى أكبر و أفخم جامع و كنيسة، أم تحتاج العيش و الحرية و الكرامة الإنسانية مع أبسط جامع و كنيسة فى العاصمة القديمة...و لك منى السلام»!

بعد أن قرأت : يا سيادة الرئيس.. ثق أن هذه هى مشاعر مصريين يعرفون أن مصر المؤمنة بدينها المسيحى أو الإسلامي تعرف أن الدين فى قلوبها وتجله وتقدسه، وفى ظروف كهذه هى لا تريد مظهرا من مظاهر التدين وانما تريد جوهر الدين الصحيح وجوهر الدين يقول أن بناء المدارس والمعامل والمستشفيات والمصانع انما هو من صميم الدين وهو جوهره الحقيقي.