عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم تكد دماء شهداء الكنيسة البطرسية تجف.. ولم تمر سوي أيام معدودة علي حادث تفجير الكنيسة البطرسية الإرهابي، ولم تمر سوي أيام علي فتوي الشيخ ياسر برهامي بأنه لا يجوز إطلاق كلمة شهداء علي ضحايا البطرسية باعتبارهم كفرة، والكافر لا يمكن أن يصبح شهيداً.. وأن كل من يقول عنهم إنهم شهداء هو كافر مثلهم، أقول لم تكد تمضي أيام علي ذلك الحادث، حتي كانت الكارثة التالية، من قيام شخص ملتحٍ متطرف بذبح أحد الأقباط في محله بالإسكندرية، نهاراً جهاراً وسط الآلاف في شارع خالد بن الوليد، ثم سارع القاتل بالهرب في ميكروباص كان ينتظره، وقد أثبتت التحقيقات أن القاتل لا يعرف القتيل الذبيح، وليس ثمة عداوة بينهما، وقد بدا من المؤكد أن الجريمة تمت لسبب وحيد، وهو أن الإرهابي القاتل اعتبر القتيل المسيحي كافراً، فهو بالإضافة إلي كونه  مسيحي الديانة، فهو أيضا يبيع الخمور في دكانه، الذي يبيع فيه التسالي والمحمصات، كما قال البعض، ولست أدري كيف يمكن مزاولة نشاطين لا علاقة لهما ببعضهما البعض، ولكن دعنا من ذلك، وحتي إذا افترضنا أن القتيل كان يبيع الخمور في محله بترخيص رسمي، وقد دفع حياته ثمناً لذلك، فالدور القادم علي كل من يبيع الخمور في مصر- سواء في محلات عامة- أو في الفنادق التي تقدم الخمور لنزلائها.

وما جري في الإسكندرية يمثل تطوراً نوعياً في الإرهاب، الذي بات يستهدف أقباطا بالذبح، ولم يعد الذبح مقصورا علي داعش كما فعلته بالأقباط المصريين في ليبيا، فقد انتقل الذبح إلي مصر أيضا، ولم يكن اختيار مكان الذبح مصادفة، فقد تم في الإسكندرية، معقل بعض شيوخ السلفية الذين دأبوا علي تكفير الأقباط ومعاداتهم، والحض علي كراهيتهم وعلي رأس أولئك الشيوخ ياسر برهامي، الذي لا يزال يمارس فتاواه في هذا الأمر دون خشية من قانون أو من تدخل أي سلطة في الدولة لمحاسبته علي فتاوي قنابله التي لا تنفجر إلا في وجوه الأقباط، شركائه في هذا الوطن.

وإذا كان من فجر الكنيسة البطرسية، وعادل حبارة، قد استقيا عقائدهما التكفيرية من أمثال ياسر برهامي، فليس من شك أن من ذبح صاحب محل الخمور قد سار علي نفس الدرب، وكان تلميذاً نجيباً لشيوخ التكفير والفتنة الطائفية بتكفير الأقباط، وإعمال التفجير والذبح فيهم.

ولست أدري إلي متي السكوت علي دعاوي الفتنة والفتاوي الملغمة، إلي متي الصبر علي من يحرضون أبناء الوطن ضد بعضهم البعض، وهل تنتظر الدولة حتي يصبح الذبح جماعياً حتي تتحرك، هل تنتظر الدولة أن يسيل نهر من الدماء قبل أن تتحرك لوأد الفتنة؟

وأذكر هنا حادث قتل الشيخ الذهبي علي يد جماعة تكفيرية إرهابية، فكان أن قامت الدولة بمحاربة ذلك التنظيم التكفيري وألقت بأعضائه في السجون وتم إعدام قائد التنظيم، في ضربة قاصمة قاسية.

فهل كانت الدولة أكثر قوة وقتها، وأكثر حسماً، وهي الآن تعاني من الرخاوة والطبطبة علي شيوخ التكفير وعدم معاداتهم؟

وهل ما يجري الآن يحوز رضا البعض، حتي لا يحدث صدام مع أولئك التكفيريين اتقاء لشرهم؟، وهل صارت الدولة أضعف من دعاة الفتنة أولئك.. وذلك خشية الصدام معهم.

إنه السؤال الذي لا أجد إجابة عنه، وإلي مقال قريب، في حادث مشابه.. أو ربما أكبر، وقل علي الدولة السلام!!