رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

فشلت في التواصل مع الدكتور محمود عمارة، بعد أن اختفى منذ قرابة عام.. الرجل توقف فجأة عن كتابة مقالاته التي كانت تعرض أفكارًا جديرة في معظمها بأن تجد طريقًا للتطبيق.. والدكتور «عمارة» رغم أنه متخصص في الاقتصاد السياسي، إلا أنه قد حقق نجاحات في مجال الزراعة من خلال مشروعات خاصة به في أمريكا وفي فرنسا التي ذاع صيته فيها بعد نجاحه في تأسيس 18 شركة في إدارة المطاعم والملابس والاستزراع، حصل عنها علي جائزة أفضل شركة من بين 26 ألف شركة في فرنسا عام 1994.. وللدكتور محمود عمارة علاقات واسعة مع عدد من الدبلوماسيين والسياسيين والاعلاميين المصريين بحكم كونه  رئيسًا للجالية المصرية في فرنسا، ورئيس جمعية رجال الأعمال المصريين هناك، وهذا ما جعله يعود إلي مصر، وينفذ بعضًا من أفكاره علي أرض الواقع، فذهب إلى الصحراء الجرداء، وحولها من خلال مشروعاته الخاصة إلى جنات، وجدت منتجاتها طريقًا لتكون في يد وبطون الأوروبيين.

والرجل عقله بنك للأفكار، إذا جلست معه مرة تجده يعرض عشرات منها في كافة المجالات. ولعل ذلك ما جعله يؤسس ما سمي ببنك الأفكار وعرض وكتب مئات المقالات في الأهرام والمصري اليوم والوطن، وكان ضيفًا في العديد من البرامج، وفجأة اختفى محمود عمارة ولم أجد له مقالاً  ينشر في أي صحيفة،  ولم أره ضيفًا في أي قناة تليفزيونية.. حاولت الاتصال به غير أني فشلت في التواصل معه، ولجأت إلى عدد من أصدقائه المقربين، فلم أجد لديهم معلومات أكثر مما صدمني!!.. قالوا إنه ترك مصر، وتوقف عن الكتابة منذ ابريل الماضي، وأكثر من ذلك قالوا انه باع أرضه التي استزرعها في الصحراء، وترك البلاد..  ولم أجد عند أصدقائه تفاصيل أكثر من  أنه مل الكلام وعرض الأفكار في قضايا الشأن العام، وأحس بأنه كمن ينفخ في قربة مقطوعة، فآثر العودة إلى فرنسا، ينتقل منها إلى المغرب  يبدأ فيها نشاطًا استثماريًّا هناك.. لم أتقبل ولم أصدق أبداً أن محمود عمارة الذي ملأ الدنيا زخمًا ونقاشًا وحركة بأفكاره الجريئة الجديرة بأن تصبح أسلوبًا ومنهجًا في الادارة والانتاج، قد استسلم بسرعة ورفع الراية البيضاء، وترك بلده.. وهو كما قال لي ـ من قبل ـ لقي تشجيعًا واهتمامًا كبيرًا من الرئيس السيسي الذي كان يتابع بنفسه أفكاره التي كان ينشرها في مقالاته.. وكلنا نذكر أن الرئيس قد أجرى اتصالا بالدكتور عمارة ناقش معه عددًا من الأفكار، وكلف مساعده للمشروعات الكبري المهندس ابراهيم محلب بالتواصل معه للاستفادة من هذه الأفكار  وتطبيقها. وفجأة حدث شيء ما جعل الرجل يهجرنا.. لا أجد أكثر  من أن أناشد الرئيس أن يسأل عن الدكتور محمود عمارة وأسباب رحيله عن مصر، فوراء اختفائه، او احتجابه سر يستحق الاهتمام.

[email protected]