عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطرات حب

التسامح من أعلى القيم الإنسانية التى أوجدها الله تبارك اسمه فى الإنسان، حينما خلقه، هى قيمة التسامح وهى قيمة أو صفة أو فضيلة يتميز بها الإنسان. فالذى يمتلك هذه الصفة أو الفضيلة هو إنسان ذو خلق رفيع عال، من يتعامل معه أو يلمس هذه الصفة فيه فإنه يرى فيه صورة الإنسان النقية التى خلقه الله عليها قبل أن تتلوث هذه الصورة نتيجة عدة عوامل مثل: سقوط الإنسان فى الخطية ووجود ضغوط و مشاكل و ضيقات و أزمات فى الحياة وتعامله مع نوعيات من البشر سواء كانوا من أصدقائه أو جيرانه أو زملائه فى العمل أو الدراسة أو أقارب يمكن أن يؤدى تعامله معهم وهو تحت هذه الضغوط إلى أن يفقد تدريجيا قيم التسامح فيبتدئ أن يُوجد لنفسه أسبابا أوصفات أوعيوبا فى الشخص الذى يتعامل معه، مبررا لنفسه عدم تسامحه معه، فيقول مثلا إن هذا الشخص هو الذى بدأ بالخطأ، أو إننى قدمت له الكثير لكنه لم يراع ما قدمت له أو أن يقول إننى لابد أن أكون حازما حتى لا يتكرر الخطأ.

 توجد أنواع أو درجات من التسامح وهى، أولا: حق الإنسان الشخصى يمكن أن يسامح فيه. ثانيا: حق الأسرة والمجتمع والوطن لا يمكن للإنسان أن يسامح فيه، فالشخص المكلف بتنفيذ القانون لا يمكن أن يتغاضى عن ذلك بدعوى التسامح، فإذا فعل هذا يكون قد فرط في الحق، ويكون هذا ضد ضميره المهنى. كذلك حق الوطن فليس من حق انسان أن يفرط فى تراب وطنه، فإذا احتله أعداء الوطن يقول إنه مسامح فى ذلك، فهذا ليس من حقه. كذلك لا يمكن التسامح فى القيم الإنسانية والحق والاخلاق، فالأب أو المدرس الذى يتقاعس عن تربية النشء وعدم محاسبتهم فى حالة عدم الالتزام بالقيم بحجة انه انسان متسامح، هو فى الواقع إنسان متخاذل وليس متسامحا، فإن من يفرط فى جزئية من مهام عمله أو وظيفته التى أوجده الله فيها إنما يعرض نفسه للمساءلة والمحاسبة إن لم يكن الآن، فإنها سوف تكون من الله مباشرة فى يوم الحساب، فإن مثل هذا التسامح المريض يؤدى إلى اختفاء القيم العليا التى يجب أن تسود فى المجتمع ويؤدى ذلك إلى أن يسود بدلا منها سوء الأخلاق وانتشار السلوكيات و الصفات غير الحميدة فى المجتمع.

إن التسامح يجب ألا يكون فقط نوعا من أنواع رد الجميل وإن أعلى درجة فى قيم التسامح هى أن تسامح الشخص الذى يسىء إليك وهو لم يعتذر عن إساءته أو هو مستمر فى الإساءة إليك ولم يتوقف، وأن يكون فى مقدورك أن تعاقبه أو تلحق به ضررا أو تنتقم منه لكنك تسامحه. والدرجة الأعلى من ذلك أن يسىء إليك إنسان وأنت لا تسامحه فقط، بل أن تستمر فى حبك له و أن توجد له الأعذار مثل الضغوط التى يتعرض لها هذا الشخص أو جهله وعدم معرفته. كما أوجد السيد المسيح العذر لمن أساء إليه من اليهود وألحقوا به الضرر وطلب من الله أن يغفر لهم قائلاً: (اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون) ليتنا نتمسك بقيم التسامح ونعليها فى مجتمعنا ونسمو بها فى حياتنا ونزرعها فى أولادنا منذ صغرهم حتى نجنى ثمار هذا مجتمعا انسانيا راقيا يليق بإنسانيتنا.

[email protected]