رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لم تكتف أمريكا وشركاؤها بجريمة مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى حشدت ضدنا فيه أحط عناصر الإرهاب البشرية مثل داعش وسرايا القدس وعصابة الإخوان المسلمين ومولتها وسلحتها وأطلقتها ضدنا، فتحاول الآن عن طريق أوكار التجسس التابعة لها والمسماة مراكز الأبحاث خلط الأوراق ومزج أنصاف الحقائق بالأكاذيب لتشتيت فكرنا وإضاعة طريق الحقيقة أمامنا، ولدينا فى هذا المقال الذى نعرضه مثال يحاول فيه أحد هذه المراكز وهو جيتستون إنستتيوت إنترناشيونال بوليسى كوتسك إقناعنا بأن إسرائيل تريد صداقتنا وأن عدونا الحقيقى هو إيران حتى يمكن للاستعمار الغربى بقيادة أمريكا إشعال حرب إبادة فى المنطقة بين السنة والشيعة يسلح فيها الطرفين كما حدث فى حرب الثمانى سنوات بين العراق وإيران سنة 1980 إلى سنة 1988 والتى قتل فيها من الطرفين أكثر من مليون شخص وضعفهم من الجرحى والمشوهين إلى جانب المليارات العديدة التى ضاعت على هذه الحرب والمقال الذى نعرضه هنا كمثال لما تنتجه هذه المراكز من سموم مؤرخ 29 أغسطس وكاتبه أحد خبرائها المسمى بسام طويل يبذل فيه جهده لإقناعنا بأن إيران وليس إسرائيل هى عدونا الأول فى المنطقة.

يقول «بسام»: إيران فى طريقها للحصول على سلاح نووى خلال بضع سنوات، والوقت المحدد بمعرفة الرئيس أوباما هو عشر سنوات انتظاراً تستطيع إيران بعدها إنتاج أى عدد من القنابل النووية والصواريخ عابرة القارات التى تحملها من إيران مباشرة لأى مدينة أمريكية، أو تطلقها من أمريكا الجنوبية لطمس معالم مصدر الإطلاق حتى يتعذر توجيه ضربة انتقامية ضد إيران، أو تطلقها من غواصات قرب السواحل الأمريكية.

يقوم أوباما بالسماح لإيران بالحصول على سلاح نووى، وتشجيع الإخوان المسلمين وغيرهم من عصابات الإرهاب الإسلامية مثل الدولة الإسلامية فى سيناء بينما يزعم فى الوقت نفسه أنه يساند إسرائيل، أما دور قطر فهو مزدوج، فهى تستضيف القاعدة الأمريكية فوق أرضها بينما تمول وتساند داعش.

أما منظمة حماس فمنذ العام الماضى اختارت توجيه مصادرها المحدودة لإعادة بناء إنفاقها لاختطاف من تريد بدلاً من التركيز على إحياء اقتصادها وتحويل غزة إلى ريفيرا عربية فاخرة كما فعلت دبى، ولا ينبع فشل حماس من قلة الموارد ولكن من اختيار متعمد لكيفية استخدام مواردها.

أما الإيرانيون الذين يعارضون سياسة أمريكا فيخططون ويتآمرون بسذاجة، ومع ذلك يلجأون إلى التقية الإسلامية لإخفاء مطامعهم، ومع هذا لا يتحرجون من الصياح الموت لأمريكا وإسرائيل، وتلعب أمريكا لعبة مزدوجة فى الشرق الأوسط، وهى تقوية إيران الشيعية وتقوية داعش السنية فى الوقت نفسه لإسقاط الأنظمة العربية المعتدلة.

ويعلم الأمريكيون جيداً أن الدول السنية العربية حول إيران ستقوم الآن بتسليح نفسها حتى النخاع وتمزيق اتفاقية عدم الانتشار النووى ورغم قوة أمريكا وصورتها أمام العالم فهى تزعم بأنها ضد داعش فى العراق ولكن لا تلمس داعش فى سوريا مقر قوة داعش الحقيقية، ويستمر ازدياد قوة إيران وداعش.

وقد صوت أعضاء مجلس الأمن الطامعون فى التعامل الاقتصادى مع إيران بالموافقة لها على بناء قوة نووية، ويستمر الإيرانيون فى تمويل حزب الله وحماس ومنظمات الجهاد الفلسطينية الإسلامية فى غزة وكلها تابعة لإيران بهدف شق الصف العربى، وبعبارة أخرى فإن إدارة أوباما المنافقة بمساندتها لإيران تستمر فى زعزعة استقرار الدول العربية ومساعدة المنشقين بداخلها، فمبدأ «فرق تسد» الذى تتبعه أمريكا يمكن رؤيته بوضوح فى مساندتها لتركيا وقطر اللتين تؤيدان الإخوان المسلمين، ولا تفعل كل من تركيا وقطر سوى إذكاء نار التطرف ومساعدة منظمات الإرهاب متخليتين تماماً عن الخطر الداهم المحيط بالعرب فى معركتهم للبقاء أو الفناء ضد إيران.

ودور قطر مزدوج فهى تستضيف على أرضها القاعدة العسكرية الأمريكية، وفى الوقت نفسه تقوم بتمويل ومساندة داعش التى تعمل ضد الغرب وضد العرب المعتدلين، أما الأسوأ فهو تركيا التى تدعم داعش عدو الغرب رغم كون تركيا عضواً فى حلف الناتو، كما تبذل تركيا جهداً كبيراً لتبقى سيطرتها على قبرص المحتلة، وبينما تزعم الاهتمام باستقلال الفلسطينيين وحقوق الإنسان لهم فإنها مجرد دولة متطرفة إسلامياً ترفض منح الاستقلال وحقوق الإنسان للشعب الكردى بتركيا وفى الوقت نفسه تدعم حماس وإيران فى محاولة سحق وحدة الشعب الفلسطينى وسلطة منظمة التحرير الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى، فتركيا مثل كثير من الأمم وضمنها الدولة التى فاوضت إيران تنتظر رفع العقوبات عن إيران حتى تصبح علاقتها المريبة مع الملالى شيئاً مقبولاً.

وقد قسمت تركيا وقطر وحدة الشعب السنى الإسلامى وفرقت صفوف العرب، وكلتا الدولتين تمنحن الفلسطينيين تأييداً سياسياً حتى فى حق العودة لفلسطين وتمولهم لإعادة بناء قوة حماس العسكرية وقدرتها على حفر الأنفاق واختطاف خصومها، إنه من البلاهة والضعف الأمريكى تزويد هاتين الدولتين بمظلة حمايتها العسكرية وليس أمريكا فقط بل أوروبا كذلك تدعم إيران وتتمنى أن ترى حماس الإرهابية التابعة للإخوان المسلمين قوية على حساب الشعب الفلسطينى.

تريد أوروبا تمكين حماس بإعطائها مساندة سياسية ودبلوماسية، وهناك شائعات بأن الأمم المتحدة تنوى إعطاء حماس صفة مراقب فى الجمعية العامة كما منحت منظمة التحرير الفلسطينية، وكلنا نعلم أن موضوع فلسطين كان يمكن حله منذ أمد طويل عن طريق إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بجانب إسرائيل وإعطاء سلالة اللاجئين الفلسطينيين التى تعيش فى دول عربية أخرى حق المواطنة الكاملة فى الدول التى تعيش فيها، ولكن السياسات الأوروبية والأمريكية تتعمد تجميد حل القضية الفلسطينية بتكتيكاتها الملتوية.

إن أوروبا وأمريكا تتجاهل تهديد حماس لإسرائيل وتخريبها للسلطة الفلسطينية الممثلة للشعب الفلسطينى، وتتجاهل تماماً الانقلاب الذى حاولت حماس تدبيره ضد محمود عباس العام الماضى، وجرائم الحرب التى ارتكبتها حماس فى غزة، وسوء المعاملة الشديد الذى تقوم به حماس ضد مواطنى قطاع غزة، فمنذ سنة واحدة فقط كانت حماس تقتل مواطنيها دون محاكمة، وقد اختارت حماس استعمال مواردها المحدودة لبناء أنفاق حرب بدلاًمن تطوير اقتصاد قطاع غزة وتحويله إلى ريفيرا عربية جميلة مثل دبى وفشل حماس ليس نتيجة قلة الموارد بل الاختيار المتعمد لسوء استعمالها.

وتعمل حماس ومنظمة الجهاد الإسلامى حالياً ضد مصر وإسرائيل ليس من غزة فقط بل من سيناء أيضاً، وبذلك فأوباما يمكن إيران من صنع سلاح نووى ويشجع الإخوان المسلمين وغيرهم من منظمات الإرهاب من جهة ويزعم من جهة أخرى أنه يساند إسرائيل.

وختاماً نقول: لو توحدنا نحن العرب ولو مؤقتاً وحتى مع إسرائيل لاستطعنا منذ وقت طويل إيقاف التوسع الإيرانى، ولكن نتيجة قصر نظرنا انتظرنا طويلاً، والآن تملكت إيران من وضع قدم فى الخليج العربى والبحر الأحمر، ووسعت سيطرتها على دول عربية مثل اليمن وسوريا ولبنان، وهى فى طريقها فى بضع سنين لامتلاك سلاح نووى وإنتاج كل ما تريد من القنابل النووية وصواريخ عابرة للقارات لحملها إلى المدن الكبرى للشيطان الأكبر أمريكا مباشرة من إيران أو عن طريق أمريكا اللاتينية أو غواصات بجوار الشواطئ الأمريكية، فإيران تعارض السياسة الأمريكية وتحاول استغلال التقية الإسلامية لإخفاء نواياها، ولا تكترث حتى بإعلان الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ولا يرى معظم العرب أن عدوهم الحقيقى هو إيران.

وإلى هنا ينتهى هذا المقال المسموم، ومثله عشرات من بؤر التجسس الغربى المسماة مراكز أبحاث، وكلها تتجه نحو إشعال حرب فناء بين السنة والشيعة كما حدث من العراق وإيران لمدة ثمانى سنوات من 1980 إلى 1988، ولكننا هذه المرة نطمئن العدو الأمريكى وأتباعه فى دول الغرب أن عيوننا قد تفتحت ونعلم جيداً من هو عدونا الذى يريد تقسيم دولنا إلى دويلات متعادية، وكما سحقنا أخطر عملائه من عصابة الإخوان فى ثورة 30 يونية سنة 2013 سنسحق باقى عملائه ومعهم آمال العدو الغربى فى استمرار السيطرة على منطقتنا ونهب مواردنا.

 

الرئيس الشرفى لحزب الوفد