عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

كانت حلماً داعب خيال الإعلاميين جيلاً بعد جيل، وكلما اقترب الحلم من الحقيقة انضم إلى غيره من الأحلام المراوغة وتبدأ معاناة التمنى، التى تنتهى بالإحباط دورة. بعد دورة وعاماً بعد عام. وأبداً لم تهن عزيمة الإعلاميين الذين تمسكوا بحقهم فى أن تكون لهم نقابة مهنية تتولى وضع المعايير التى تحكم المهنة وتحميها من كل الدخلاء وتدافع عن الإعلاميين، الذين يعملون فى إطار الضوابط ومواثيق الشرف التى تضعها نقابتهم. وكانت الحكومات المتعاقبة ترفض إنشاء نقابة للإعلاميين بحجة أن الإعلام المرئى والمسموع مملوك للدولة وبالتالى ليس ثمة داعٍ لإنشاء مثل هذه النقابة. ولكن مع بداية الألفية الجديدة ودخول مصر عصر الفضاء، ظهرت إلى النور قنوات فضائية خاصة وانتفت معها الحجة الحكومية الجاهزة لرفض إنشاء النقابة. واستمرت الأوضاع على حالها إلى أن جاءت هذه الحكومة، التى قدَّر لها أن تتخذ القرارات الصعبة فى العديد من المجالات وليس المجال الاقتصادى فقط. 

ونحن نتوجه اليوم بالتهنئة إلى كل الزملاء العاملين بالإعلام المرئى والمسموع فى الهيئة الوطنية للإعلام أو فى المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية الخاصة بإنشاء نقابتهم ونخص بالتهنئة الصديق حمدى الكنيسى الذى كللت على يديه الخطوة الأخيرة فى مسيرة إنشاء النقابة. وفى هذه المناسبة نتذكر العديد من الإعلاميين الذين ناضلوا فى سبيل إنشاء النقابة وبينهم الزملاء والأساتذة شفيع شلبى وسيد الغضبان وعادل نور الدين ومصطفى وشاحى وغيرهم. وتأتى نقابة الإعلاميين إلى الوجود فى وقت تشتد فيه الحاجة إليها فى ظل حالة الفراغ التى عاشتها الساحة الإعلامية فى السنوات الأخيرة، التى خلت من وزارة الإعلام ومن أى قوانين منظمة للعمل الإعلامى مع قيام قنوات خاصة يمارس بعضها أشكالا من الفوضى الإعلامية بزعم أنهم يمارسون حرية الرأى، ولكن الحرية التى لا تقترن بالمسئولية هى الفوضى بعينها. ويقع على عاتق نقابة الإعلاميين الجديدة مهمة وضع ميثاق شرف إعلامى يكون ملزماً للجميع حتى تضع حداً للممارسات الإعلامية المنفلتة، التى عانت منها الساحة الإعلامية ولا تزال. وتواجه النقابة العديد من التحديات، أبرزها تحديد صفة الإعلامى الذى يحق له الانضمام إلى النقابة، وفى هذا الصدد ستطفو إلى السطح مشكلات الجمع بين عضوية النقابة الإعلامية والنقابات القديمة مثل نقابة الصحفيين ونقابة المهن السينمائية ونقابة المهندسين وغيرها. 

ولا شك أن أكبر التحديات التى تواجه الساحة الإعلامية، التى تتولى النقابة الوليدة الدور الرئيس فيها تعيين الضوابط ووضع الحدود التى ينبغى على الإعلامى الالتزام بها أثناء قيامه بأداء مهنته التى تعنى أولاً وأخيراً بنقل الحقائق بكل الشفافية والصدق، وعدم الخلط بين الخبر والرأى وعدم المزج بين الإعلان والإعلام، وسوف تواجه النقابة مشاكل وإشكاليات عديدة نتيجة الممارسات الخاطئة التى امتلأت بها الساحة الإعلامية فى السنوات الأخيرة حتى بات العديد من هذه الممارسات جزءاً من الواقع اليومى، ولم يعد مستهجناً أو مستغرباً، بحيث إن التصدى له لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح سيجابه بالرفض وعدم القبول. فكم من إعلامى يتجاوز دوره المتعارف عليه ويتخطاه إلى القيام بدور الزعيم والناصح والمعلم؟ أعتقد أن الساحة مليئة بالأسماء التى تقفز إلى الذهن. على عاتق النقابة ضمن أمور أخرى إعادتهم إلى دورهم الطبيعى.