عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحادث الإرهابى للآمنين العُزَّل بالكنيسة البطرسية، عمل إرهابى.. مُدان ومرفوض، تخجل أمامه كلمات الأسى والحزن، تمامًا مثل التفجير الآخر، الذى طال كمينًا للشرطة فى منطقة الهرم قبلها بساعات.

تلك المشاهد البشعة التى أدمت القلوب، فاقت حدود المنطق، وتخطت كل القيم الإنسانية، لكنها برأينا ليست سوى نتاج طبيعى لما ابتلينا به فى العقود الأخيرة بنزعة التطرف، التى رسخ لها الفكر الوهابي، المصدر الرئيس لتصدير الأفكار الشاذة والفتاوى العجيبة، كأحد واجهات التطرف العقيم، التى يعانى منها الدين الإسلامى.

لا شك أن العالم كله، خصوصًا دولنا العربية، يتحملون أوزار انتشار وظهور هذا الفكر، وتحديدًا نهاية السبعينيات من القرن الماضي، عندما دخلت القوات السوفيتية، العاصمة الأفغانية «كابول» لدعم الانقلاب الشيوعى ضد فصائل تسمى نفسها «المجاهدون الأفغان».

بالطبع، لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن المشهد، بتشجيع ودعم هؤلاء «المجاهدين»، حيث مارست ضغوطًا هائلة على الدول العربية -خصوصًا النفطية منها- ليتم السماح للشباب العربي، بـ«الجهاد» فى الحرب ضد «الكفار السوفيت».

لم تتأخر الدول العربية وخصوصًا الخليجية - بطرق رسمية وغيرها - فى تشجيع الشباب على «الجهاد»، وإصدار الفتاوى اللازمة، فى إطار حالة التعبئة العامة، وحرصها على تجييش المشاعر الدينية عبر مختلف الوسائل الإعلامية «ترغيبًا وترهيبًا».

المدهش أن الأمر كان مستهجنًا لدى المسئولين الأفغان أنفسهم، الذين كانوا يفضلون الحصول على قيمة تذكرة السفر التى أتى بها «المقاتل العربى» بدلاً من حضوره الشخصى، بل إنهم نصحوا «المجاهدين العرب» إن كانت لديهم رغبة فى الجهاد أن يذهبوا لتحرير فلسطين أولًا!!

عندما بلغ عدد «المجاهدين العرب» أكثر من 40 ألف متطوع فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى، وكانوا يشكلون عبئًا على حركة المقاومة الأفغانية، لم تكن تتوقع الأنظمة العربية أنها تلعب بالنار، لأن ما حصل لاحقًا هو إعادة إرسال نصف من يسمون أنفسهم بالمجاهدين إلى بلدانهم الأصلية لرفع «راية الجهاد» و«الزحف المقدس» ضد شعوبهم و«حكوماتهم الكافرة»!

تطور الأمر بعد ذلك فى العام 1990، عندما غزا صدام حسين دولة الكويت، وقام باحتلالها، لتكون فرصة عظيمة لتنظيم القاعدة الإرهابى الذى أسسه أسامة بن لادن، من خلال تشكيل تنظيم سرى لمحاربة القوات الأجنبية «الكافرة»، وتفجير سفارات وقتل أبرياء، حتى كانت «غزوة نيويورك»، التى غيرت وجه العالم!

لا نبالغ عندما نقول إن ما أوصلنا إليه «الفكر الوهابى» كان وبالًا على الإسلام والمسلمين عمومًا والعرب خصوصًا، رغم إنفاق حكام خليجيين مليارات الدولارات على ما أسموه بـ«الصحوة الدينية» خلال الفترة من 1991 ـ 2001، والتى بكل أسف أعقبها عملية تفريخ مستمرة للتنظيمات الإرهابية كـ«داعش» وغيرها!!

[email protected] com