عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أطلق مجموعة من النخب المصرية بالخارج وفى مصر دعوة لوقف التنابذ وبث خطاب الكراهية بين المصريين من خلال وسائل الإعلام، وقع على الدعوة، التى صدرت تحت عنوان ميثاق الشرف الوطنى، العديد من الشخصيات العامة، تلقيت نسخة من الدعوة /الميثاق من الصديق أيمن نور المقيم فى تركيا.

لا أخفى عليكم أعجبتنى بشدة الفكرة، وخاصة وأنها صدرت من بعض الشخصيات التى تتهم ليل نهار فى الفضائيات الخاصة، وسعدت جدا بتوقيع العديد من الشخصيات التى عرفت بانتمائها لجماعة الإخوان، واعتبرت أن هذه الدعوة/ الميثاق هى بداية جديدة لحقن لغة الكراهية بين الأطراف، كما أنه خطوة لتقريب وجهات النظر وإعادة الوفاق واللحمة بين أبناء الوطن الواحد، فاختلافنا فى الرأى لا يستوجب خصومة أو يفضى إلى كراهية وإراقة دماء، إبليس رفض إطاعة أمر الله بالسجود لآدم، ووقف يعارض الله عز وجل ويدافع عن رأيه، ووصل به الأمر إلى أن يتحدى الإرادة الإلهية، ويؤكد لله فى حضرة الملائكة وآدم، أنه سيعمل بقدر المستطاع على إبعاد الإنسان عن الخير، والدفع به إلى أعمال الشر والشرك بالله والكفر بنعمته.

رغم سعادتى بهذه الدعوة أحجمت عن التوقيع، ليس لرفضى فكرة نبذ لغة الكراهية والتنابذ ولغة التخوين، بل لأن الدعوة/ البيان تعيدنا للجنة محمد الأمين وغيره ممن أنشاءوا من تلقاء أنفسهم لجنة وصاية على الإعلام والإعلاميين، منحوا أنفسهم حق المراقبة والملاحظة وفرض العقاب بالإيقاف والإلغاء للبرامج وللمذيعين، وذلك بدون سند قانونى، فى إنشاء ما أسموه لجنة صناعة الإعلام، أو فى تشكيل اللجنة من أنفسهم، أو فى فرض عقوبات ملزمة على الفضائيات.

ميثاق الشرف الوطنى يتضمن نفس العيوب فى مادته الرابعة، التى توصى  بتشكيل لجنة حكماء من الموقعين على الميثاق، ليس من المتخصصين أو من الشخصيات العامة، وليس بتشريع قانونى، فقط تسعة من الموقعين على الميثاق، لهؤلاء التسعة حرية اختيار ستة من الشخصيات العامة كأعضاء في اللجنة، والنص لم يلزم التسعة المؤسسين باختيار الستة في موعد بعينه، وترك لهم حرية اختيار التوقيت، بعد شهر أو اثنين أو ثلاثة أو في الأسبوع الأخير من الشهور الستة، من بين التسعة يتم اختيار رئيس ونائبين للرئيس وأمين عام، وأكبر الأعضاء سنا(مثلما هو متبع في البرلمانات) يرأس التسعة خلال عملية اختيار الرئيس والنائبين والأمين العام.

البيان رخص لهذه اللجنة أن تتخذ ما تراه مناسباً في شأن من يخرج على المبادئ والقيم الواردة بالميثاق، تماما مثلما فعلت لجنة صناعة الإعلام، فما هو الجديد؟، لجنة من ملاك القنوات فى القاهرة، ولجنة من الحكماء فى تركيا، ومن الذى سيعمل إذن على وقف التنابذ ولغة الكراهية؟، وقرار أيا من الفريقين الذى سيسرى على المتنابذين؟، قرارات غرفة صناعة الإعلام أم قرار لجنة الحكماء؟، ومن ذا الذى سيقبل القرار وينفذه إذا كان الإعلاميون الذين يعملون فى القنوات التى يمتلكها أعضاء فى الغرفة وأعضاء فى الحكماء هم الذى يبثون الكراهية والتنابذ ولغة التخوين؟

 

[email protected]