رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى كل حدث إرهابى تتعالى الأصوات بأن الأمن والتأمين لم يكن كافياً ويردد الجميع مقولات عن أن القوة الأمنية لم تكن على المستوى وأن الأجهزة الراصدة للمتفجرات أو المعادن لا تعمل ويعزف الإعلام على تلك النغمة ومعها محاولات مستميتة من القنوات لاستضافة السادة الخبراء الأمنيين والسادة أصحاب العمائم والمشايخ فالفريق الأول يحلل ويشرح ويرصد الحدث الإرهابى ويقارن مع ما يحدث فى العالم ويذكر الجمهور بأحداث سابقة ولاحقة فى مصر والعالم من حولنا ويبرر ويتهم الجماعات والأجهزة الاستخباراتية والدول الممولة للإرهاب وأن الإرهاب ما هو إلا ظاهرة عالمية على أساس أن الحوادث الإرهابية الدينية تحدث يومياً فى جميع أرجاء المعمورة المتقدمة. وعلى الجانب الآخر يظهر فريق العمائم وهم ينفون عن الإسلام أى شبهة للدعوة إلى تكفير الآخر أو القتل أو الحرق أو الذبح أو الاغتصاب وهذا الفريق الذى يطل علينا من الشاشات وعبر الأثير له صولات وجولات فى الفتاوى وفق الأحداث وفق الموقف ووفق الطلب ولا مانع من زيارة إلى الكنيسة أو السير فى جنازة أو غرفة  المرضى فى المستشفيات لزوم الشو والعرض الإعلامي ولاننسى تصريحات المسئولين عن ضرورة وحتمية ووجوبية تجديد الخطاب الدينى... وفى الهوجة ومع الحدث نجدد الإعلام يصفى الحسابات ويغنى على ليلاه ومصالحه وانتقاماته وأعدائه ويعلى من قيمته السوقية فى بورصة الأمان والإعلام...

والحقيقة أنه حتى تاريخه مرة أخرى حتى تاريخه لم تبدأ أى إرادة حقيقية سواء سياسية أو اجتماعية أو إعلامية في طرح جديد شامل جامع مانع يبتر ويستأصل المرض ولا يجمل ويجدد ويشد الوجه القبيح للحالة التعليمية والخطاب الديني المتأصل في المناهج الأزهرية والمعاهد الدينية والجمعيات الخيرية التي مازالت تتلقي الدعم والتحويل المادي الفاحش من دول الجوار لتدمر عقول وقلوب أطفالنا وشبابنا باسم الأصولية والحفاظ على الدين من غوغائية المدنية والعلمانية والدولة الديمقراطية الحديثة... التعليم والثقافة هما جناحا التغيير و الأمان مع الإعلام الذي يجب أن يكون وليس هذا الإعلام المتدني الذي يتصارع فيه الجميع على كرسي النقابة أو رئاسة تحرير أو برنامج ..... المنظومة الشاملة هي ثلاثية التعليم والثقافة والإعلام لبناء وطن جديد قبل عاصمة إدارية جديدة وإن كانت ضرورة هي والكباري والطرق والانفاق لكن كل هذا قد تدمره عقول و أيادي لا تؤمن بوطن أو بآخر أو بأي اختلاف عن ذاتها المتحجرة والمتعصبة المتطرفة ... متى نبدأ بتلك الثلاثية الجادة التي دونها لن نستطيع أن نحقق أي أمن أو أى امان لهذا الوطن وللمصريين جميعا ..... تجديد الخطاب الديني لن يبدأه شيخ الأزهر ولا مفتي الجمهورية ولا وزير الأوقاف ولكن هو قرار سيادي رئاسي مجتمعي يصر ويقرر ويبدأ مع خبراء علم نفسي وتربوي واجتماع وثقافة وتعليم في تنقيح المناهج وإعادتها إلى طريقها القويم فالأصل القرآن والذكر وصحيح السنة فقط ....... و بدعة قانون ازدراء الأديان لن تنتهي إلا إذا رفضها الشعب والمجتمع ولكن أي شعب وأي مجتمع يقضي يومه في الإلهاء الفكري والديني المتطرف وإشباع كل الرغبات من أكل إلى متعة نظر ويظن أنه قد أدى الفرائض والسنة في مظهرها الكامل ....... ثلاثية التعليم والثقافة والإعلام تمتد من المناهج والتعليم والمدرس المعلم وتأهيله وتدريبه واختياره إلى الثقافة فى القرى والعشوائيات وليس فقط فى مراكز الشباب والزوايا والبطولات والفتاوى والمدليات والتكريم والاحتفالات بأوائل حفظة القرآن ... الثقافة تحتاج إلى جهد ونظام ورؤية تصل وتنفذ إلى الجميع على قدر الفكر وعلى قدر التنوع والاستيعاب ... قصور الثقافة نافذة إعلامية وفنية وفكرية  وتعليمية لا تتبناها أى قناة خاصة ولا محلية ولا حتى يؤمن بقيمتها وزير الثقافة ...فلماذا تستمر ؟!! ولماذا يستمر ماسبيرو؟! ولماذا نحن صرنا هكذا... أموات ... تنعى أموات ...!!! الأمن وحده لا يكفى ...ولن يكفى ...أفيقوا يرحمكم الله...