رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صادفنى الحظ أن يتاح لى مقعد فى قاعة دراسية فى كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، لقد كانت من أسعد الأيام فى حياتى، حيث إنه تحقق لى حلم قديم طال انتظاره. تمتعت فى هذه الأيام بدراسة عميقة وسهلة تتنوع بين العلوم السياسية والعسكرية والتاريخية وثقافات الشعوب المختلفة العربية والغربية والأسيوية. شهراً كاملاً مدة الدورة جاء مليئاً بالمعلومات التى لم أكن أبداً أعتقد وجودها.

 لم يصبنى الملل فى أي محاضرة، بل كنت دائماً فى حالة انبهار مستمر بالمحاضر العظيم الذى تم اختياره بعناية، نوعية مختلفة عن محاضري كلية الطب من الأطباء الذين يهتمون بالمادة العلمية وبصحة المريض نوعية جديدة من المحاضرين فى الأكاديمية فهم جميعاً لواءات من القوات المسلحة المصرية رأيت فيهم نوعية مختلفة من الرجال هم يحبون عملهم بشدة يتحدثون عن بلادهم وعن تاريخهم بحب شديد.

هم رجال عظماء حقاً لا يهتمون أبداً بأخذ شهادات عليا أو مراكز عظمى فى الدولة لا يهتمون بحشد الأموال الطائلة، هم يحبون هذا البلد ويدافعون عنه فى ظل أزمته الاقتصادية والسياسية ويحاولون قدر المستطاع زرع هذا الحب فى الطلاب فى القاعة راضين بما قسمه الله لهم، معتزين بالزى العسكرى الذى يتميزون به، تشعر وكأن علم مصر يهتز بعزة من جانب وجوههم عند مجرد الاستماع لأحاديثهم عنها لن أنسى أبداً ما حييت وجوههم وما علمونى إياه. كنت أيضاً دائماً فى حالة انبهار بالمادة العلمية.

أكثر ما تمتعت به فى هذا الشهر هم زملائى الأجلاء حيث جمعت «الدورة ١٧ استراتيجيات وأمن قومى» التى كان لى شرف الالتحاق بها فئة عريضة من الشعب المصرى من بين ضباط الجيش والشرطة باختلاف الرتب بداية من صف ضابط امتداداً بـ«ملازم أول لنقيب لرائد لمقدم لعقيد»، جمعت أيضاً فئة عريضة من أساتذة الجامعات من كليات الطب والآداب والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية وأيضا موظفين أجلاء من وزارة التربية والتعليم، أكثر من سعدت بتواجدهم هم زملائى من الإذاعة والتليفزيون بين مذيعين ومخرجين ومعدى برامج أعجبت بأفكارهم وحرصهم على توجيه الأسئلة للمحاضر التى تخدم عملهم فى الرد على ما يأتيهم من تساؤلات.

تم ختام الدورة بحفل رائع ومهيب فى تنظيمه وإعداده يزيد من احترامك وتقديرك للمؤسسة العسكرية المنضبطة التى تخرج أى مناسبة فى أبهى وأجمل صورها، تمتعنا وأخذنا العديد من الصور التذكارية واتفقنا مع جميع المتدربين على لقاء شهرى فقد أصبحنا أسرة حقيقية. لا أعتقد أنى سأتمتع بتخرجى من الطب كما تمتعت بتخرجى من أكاديمية ناصر العسكرية العليا التى كانت بالنسبة إلىّ مفترق الطرق، حيث هدمت كل ما لدى من أفكار وآراء لأعيد ترتيبها على وعى ودراية جديدة.

من أجل كل ذلك أقول بكل ثقة إن تجربتى مع الجيش تجربة فريدة من نوعها، أنصح كل من يسمح له وقته وكل من لديه أفكار مضللة أن يتقدم بالدراسة فى هذا الصرح، حقاً سوف تتغير شخصيتك تغيراً جذرياً وكأنك ولدت من جديد وسترى.