رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

كُنت شاهد عيان على العصر فى جرائم تاريخية قاسية لأكثر من مرة ، فى مناطق الحروب الصربية وكرواتيا والبوسنة بداية التسعينيات ، وأخرى حينما سقطت حكومة هولندا بسبب أخطاء جسيمة ارتكبتها كتيبة عسكرية كانت تشارك فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، ويعزز ذلك امتلاكى لوثائق رسمية تتضمن تفاصيل مذبحة مسلمين البوسنة التى راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف رجُل وشاب ، تحتاج لجهد كبير وتمويل لترجمتها من الهولندية للعربية ، وتلك الوثائق التاريخية هى نتاج استجوابات لجنة تحقيق فى البرلمان الهولندى منتصف نوفمبر 2002 .

أول أمس إعترف الرجل الثاني فى الكتيبة الهولندية لقوات حفظ السلام آنذاك ، وكسر حاجز الصمت بعد 21 سنة من جريمة مذبحة المُسلمين فى "سيربرنيتشا" ، وجاء عنوان مقابلة صحفية مع الجنرال الهولندى " روب فرانكين " اجرته جريدة الشعب الهولندية De Volkskrant بمثابة صاعقة جديدة ، حيث قال بان ارساله من قبل حكومة بلاده على رأس كتيبة عسكرية ضمن قوات الأمم المتحدة الى سيربرنيتشا تعتبر جريمة فى مهمة مستحيلة ، وان الهدف الذى كان مُعلناً آنذاك للمهمة الصعبة هو حماية المنطقة الاسلامية فى صيف عام 1995 ، ولكن النتيجة المؤلمة هى ارتكاب قوات صرب البوسنة جريمة إبادة جماعية فى حق المسلمين.

فى ذات الوقت واكبت تلك المقابلة كلمات لقائد عسكرى كبير فى تصريحات غاية فى الصراحة والجرأة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، فأثارت حالة من الخجل لحكومة هولندا ، فهو لم يتردد بقول : " بعد عقدين من الصمت في وسائل الإعلام ، يصف جنرال هولندى بانه كان رئيساً للجبناء . .  كذابون . .  مجرمين . .  غير أكفاء ، والقى باللوم على الحكومة الهولندية والقيادة العسكرية .

كل ذلك أكد ما كشفته لجنة تحقيق برلمانية حول مسؤولية هولندا في مجزرة بلدة سريبرنتسا البوسنية عملها ،حينما تم استجواب عدد من كبار المسؤولين السابقين في الحكومة التي كان يرأسها "رود لوبرز"، والتي كانت في السلطة إبان وقوع المجزرة عام 1995.

وقد استمعت اللجنة فى حينه لاقوال السكرتير العام للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الهولندية بين مايو 1993 واكتوبر 1997 ، كما استمعت لاقوال اثنين من الوزراء السابقين في تلك الحكومة ، وكذلك " نيكولاس بيخمان " مسؤول هولندي سابق في الامم المتحدة الذى كان يشغل منصب سفير هولندا بالقاهرة لعدة سنوات .

وكشفت التحقيقات حقيقة تآمر ضباط في الجيش الهولندي للتستر على المسؤولين عن المجزرة التي وقعت في الجيب الذي كان يضم بلدة سيربرنيتشا (شرق البوسنة) والتي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم من المدنيين العزل الذين كان من المفترض انهم في امان بعد اعلان الامم المتحدة جيب سريبرنتسا "ملاذا امنا".

لاتزال هذه المجزة على الرغم من فظاعتها محل جدل ونقاش، خصوصا مع عدم اعتراف بعض الدول بأن ما حدث بعد اجتياح القوات الصربية سربرنيتشا التي كانت تحظى بحماية أممية قبل أشهر من نهاية الحرب الأهلية التي استمرت ثلاث سنوات هو ابادة جماعية. وقد أخفق مجلس الأمن الدولي، في تبني قرار قدمته بريطانيا، لإدانة جرائم الإبادة العرقية في سربرنيتشا، وذلك بسبب استخدام روسيا حق النقض الفيتو.

لكن الحقائق الآن أصبحت جلية أكثر من أى وقت مضى بعد اعتراف قائد الكتيبة الهولندية ، ولكن تفيد بـ أيه يا ندم فقد أصبح الكلام زى العدم .

[email protected]