رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 وماذا كانت إيران تنتظر غير تمديد العقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة عليها .. ما دامت تصر على مواصلة رعونتها واستفزازاتها .. وإظهار سعيها الجامح لتأجيج الصراعات وإشعال فتائل الحروب مع جيرانها .. ومحاولاتها اقتناص دور إقليمي ودولي لها يفوق كثيرًا حجمها .. ويتجاوز حدود ما يمكن أن يتيحه ميزان القوى الدولي بالمنطقة .. وهذا ما يؤكده وجود طهران كطرف فاعل في كل الحروب التي مرت بها المنطقة خلال الخمس سنوات الماضية .. ولن يكون آخرها وقوفهم بقوة خلف المتمردين الحوثيين في اليمن .. ودعمهم بالمال والسلاح .. وهو ما دفع النواب الجمهوريين الذين صوَّتوا بالإجماع على تمديد العقوبات ضد إيران .. الى وصفها بأنها «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم»؟!.

•• واستمرارًا لسياساتها الرعْناء ..

جاء رد فعل طهران على القرار الأمريكي .. مهددًا بما يعتبرونه «ردًا صاعقًا» .. زاعمين أن تمديد العقوبات يعد انتهاكًا للاتفاق النووي الذي وقعوه مع الغرب .. وهي إشارة واضحة لاعتزامهم الإقدام على «عمل أخرق» جديد .. ربما يضعهم في مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة .. وهو ما يعرض المنطقة بكاملها لخطر مؤكد .. وبات واضحًا أن هذا العمل سينسف الاتفاق النووي من أساسه .. وبدأ تنفيذه بالفعل بإقدام مجموعة من النواب الإيرانيين ـ مدفوعين من الدولة طبعا ـ على إعدادهم مشروع قانون عاجل .. لاستئناف جميع الأنشطة النووية .. التي أوقفها الاتفاق الدولي .. وأهمها تخصيب اليورانيوم بدرجات تمكنهم من إنتاج الرؤوس النووية.

•• أضف الى ذلك ..

ما أقدمت عليه إيران من عمل استفزازي خطير .. ربما يكون بمثابة إعلان حرب رسمي .. بإعلانها السيطرة على مضيق هرمز .. بوابة الخليج العربي .. وتهديدها الصريح  لدول الخليج .. على لسان قائد قواتها البحرية .. بقوله : إنهم  «يرصدون حاليًا جميع تحركات دول المنطقة في الخليج والمضيق .. وحتى شمال المحيط الهندي» .. و« إن القوة البحرية الإيرانية لا تخشى أي تهديد».  

فماذا يعني ذلك .. غير اعتزام إيران جر دول المنطقة كلها الى مستنقع حرب مدمرة .. لا تخدم إلا مصالح اسرائيل .. المستفيد الوحيد من أي مواجهات عسكرية قد تشتعل في المستقبل مع أطراف عربية حولها .. وكذلك من تصعيد الأزمة الأمريكية ـ الإيرانية الى مستوى الحرب؟.

•• بالتأكيد ..

لن تقبل واشنطن هذه التهديدات .. وخاصةً من جانب الكونجرس الأمريكي الذي صوَّت بأغلبية ساحقة على تمديد العقوبات .. وأيضا من جانب الرئيس الأمريكي المنتخب ووزير دفاعه الجديد .. والمعروفين بعدائهما الشديد والمعلن للاتفاق النووي الإيراني.

وبالفعل .. جاء الرد الأمريكي سريعًا .. بكشف مصادر في الكونجرس عن اعتزام «ترامب» تصعيد العقوبات ضد إيران .. أو بإعادة بعض العقوبات العسكرية التي سبق أن رفعها «أوباما» عن طهران عقب توقيع الاتفاق النووي.

•• وبالطبع ..

فإننا .. كعرب .. وخاصة دول الخليج .. لن يكون من مصلحتنا .. بكل المقاييس .. اشتعال حرب جديدة في المنطقة .. لأننا سندفع فاتورتها باهظة التكلفة .. مالًا وسلاحًا ودمارًا اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا.

وتبقى الكرة الآن في ملعب حكَّام طهران .. إما أن يفيقوا سريعًا الى خطر ما يفعلون .. ويتراجعون عن سياسة «اللعب بالنار» لتحقيق أطماعهم التوسعية .. أو سيجرفهم الطوفان القادم .. وعلى الباغي تدور الدوائر.