عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكثيرون يعتقدون أن الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية كما فى بلدان الجنوب (العالم الثالث) فكل بلاد الشمال غرباً وشرقاً الرئيس فيها تخول له بعض السلطات والأخرى يتحفظ عليها رئيس الوزراء وحكومته، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة يحكمها أكثر من إدارة، أحيانا تصل إلى سبع إدارات مثل البنتاجون والكونجرس، ومجلس الشيوخ وإدارة المخابرات والبيت الأبيض، والسلطة العليا فى اتخاذ القرار ترجع للصهاينة الجدد أو الصهيونية العالمية التى بيدها حسم مسألة الرئيس الذى يرأس الولايات المتحدة حيث تعد له إعداداً على مدى ثلاث أو أربع سنوات من قبل، هؤلاء الصهاينة الجدد هم من يمتلكون الشركات عابرة القارات ويتحكمون فى التجارة الخارجية للبلاد وفى اقتصاد العالم وعلى وجه الخصوص الاقتصاد الأمريكى.

وهذا هو الفرق الكبير بين الحكام الذين يحكمون بلدان العالم الثالث، وبين رؤساء يحكمون فى العالم الآخر يتشدقون بالديمقراطية ولا يعملون بها فى سياستهم الخارجية، يتدخلون فى الشئون الداخلية لبلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وكأن واشنطون بالذات خلقت من أجل أن تكون شرطى العالم.

من كل هذا يتضح لنا أنه يجب علينا ألا نفصل بين رئيس ديمقراطى يرأس الولايات المتحدة أو رئيس جمهورى، فهم ليسوا مخولين للانفراد بالقرار إلا بعد مناقشته فى مجلسى الشيوخ والكونجرس إيجابا أو سلبا، وهذه التصريحات النارية التى تفوه بها كل من المرشحين ترامب وكلينتون قبل الرئاسة، ما هى إلا تصريحات تخدم وصول أى منهما إلى البيت الأبيض علماً بأن الأمر محسوم عند أصحاب القرار ومعد له إعداداً محكماً.

وأنا أسأل بعد فوز ترامب، هل بمقدوره فعلاً أن يصدر قراراً بترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين الذين يبلغ عددهم أحد عشر مليوناً الذين تبلغ تكلفة معيشتهم كعبء مادى على واشنطن 140 مليون دولار سنوياً، هل يستطيع؟ أعتقد أن ذلك غير وارد، هل يستطيع القيام بتسوية سياسية فى سوريا وفى اليمن وفى العراق وفى ليبيا؟ هل بإمكانه أن يلغى الاتفاق النووى الإيرانى؟ هل فعلاً سيقوم ببناء جدار فاصل بين واشنطن والمكسيك؟ كل هذه فرقعات مثل فرقعات كلينتون لو كانت رأست، لأن القرار يشارك فيه أكثر من إدارة فى واشنطن ولذلك نجد دائما فى تصريحات المسئولين تضارباً كبيراً وتناقضات فى كل المشاكل الكبرى، فعندما يلقى أوباما بتصريح تجد البنتاجون يصرح بنقيضه، وهكذا، ما يقوله فى الصباح كيرى يقول عكسه تماما وزير الحرب أو الناطق الرسمى للبيت الأبيض.

إذن لا ترامب ولا غيره من يشكل أو يقرر فى الولايات المتحدة، وأنا أتذكر ما قلته سابقا بعد خطاب أوباما فى جامعة القاهرة وفى أنقرة، حيث صرح ووعد ولم يفعل شيئا مما قاله غير انسحابه المؤقت من العراق وأفغانستان ليعود لهما مرة أخرى بحجج واهية وهى محاربة داعش أو محاربة الإرهاب، وكذلك تصريحه بغلق معتقل جوانتانامو ولم يستطع حتى لحظة وداعه البيت الأبيض، فماذا حقق حتى هذه اللحظة فى محاربة الإرهاب. إن لم يكن الأمر يسير على العكس فحتى الأمس كانت قوات التحالف الأمريكية تضرب المدنيين فى الموصل وفى الرقة وقبلها ضربت الجسور والجيش العربى السورى فى الرقة وتمد الإرهابيين بمختلف أنواع الأسلحة فائقة التكنولوجيا.

[email protected]