رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في القرن الماضي اجبرت العصابات اليهودية الفلسطينيين على ترك ديارهم واراضيهم في اكبر عملية تهجير بشرية تمت تحت سمع وبصر العالم ، ومازلنا نسمع حتى اليوم عن الشعب الفلسطيني في الشتات ويبدو ان المجتمع الدولي والعربي ارتضى هذه الصيغة الشاذة ، فالصهاينة راهنوا على تهويد الحجر والبشر في الاراضي المحتلة لتتحول القضية الفلسطينية الى حائط مبكي للعرب مع مرور الوقت وكان لليهود ما ارادوا .

واليوم يعاد انتاج نفس الكارثة وباشراف دولي وتخاذل عربي ايضا ، اذ تشغل قضية اللاجئين السوريين حاليا المجتمع الاوروبي من شرقه الى غربه دون ان تحرك وازعا عربيا رغم كل ما قيل عن النشاط الملحوظ لجماعات التنصير الغربية لمساومة هؤلاء اللاجئين على ترك دينهم الاسلامي مقابل رعايتهم في الخارج ، نعم هذا الامر جرى بشكل رسمي في بلجيكا وبصورة غير رسمية في المانيا .

الاجتماعات الوزارية الاوروبية لم تهدأ طيلة الايام الاخيرة في محاولة للتعاطي مع هذه المشكلة العربية ، ولم نسمع عن اجتماع وزاري عربي واحد ، ولن نقول قمة طارئة ولو من باب حفظ ماء الوجه ، وكأن القضية لا تعنينا من قريب او بعيد ، اعلم ان البعض سيخرج علينا بأن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في مقر الجامعة العربية الاسبوع المقبل ولكنه قول مردود عليه بأنه اجتماع دوري يعقد في هذا الشهر من كل عام لتدارس جدول اعمال تقليدي مكبل بالعديد من القضايا العالقة من القرن البائد وتدرج بشكل روتيني على جدول الاعمال دون حسم اوحزم من قبل الاجتماع الوزاري .

لا تنتظروا كثيرا من اجتماع وزراء الخارجية العرب في هذه القضية التي هزت ضمير ومشاعر الشعوب الاجنبية والعربية على السواء ، فالوزراء قادمون وتسبقهم خلافات جوهرية في المواقف السياسية العربية تجاه الازمة السورية ، خلافات وصلت الى حد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ، ومن ثم سيعقد الاجتماع الوزاري بدون حضور سوري ، ولا اتصور كيف سيجتمع مجلس الجامعة العربية هذه المرة بينما المقعد السوري سيبقى شاغرا ، ولو اني مكان الجامعة والقادة العرب لأجلست على هذا المقعد عبدالله كردي والد الاسرة المنكوبة التي غرقت في عرض البحر ، ممثلا لمعاناة الشعب السوري وليس للسلطة المختلف عليها عربيا ودوليا .

لنا ان نتخيل ان عدد اللاجئين بسبب الحرب في سوريا قد تخطى 4 ملايين ، وان هذا العدد ازداد بمقدار مليون لاجئ خلال الأشهر العشرة الأخيرة حسب تقرير رئيس المفوضية العليا لشئون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الذي اعتبرها أنها أكبر مجموعة من اللاجئين جراء نزاع واحد خلال جيل».

وتتوقع المفوضية الدولية أن يصل عدد اللاجئين السوريين بحلول نهاية السنة إلى 4٫27 مليون يضاف إليهم حوالي 7٫6 مليون نازح داخل سوريا. وقالت وكالات المساعدات التابعة للامم المتحدة ان المناشدة لتقديم 4.5 مليار دولار للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين في عام 2015 لم تحقق سوى أقل من الربع مما وضع ملايين الاشخاص الضعفاء عرضة للخطر وأدى بالفعل الى خفض في المساعدات الحيوية. وقالت الوكالات والمنظمات الشريكة ان نقص التمويل يعني ان 1.6 مليون لاجئ قلصت مساعداتهم الغذائية هذا العام وان 750 الف طفل لا يذهبون الى المدارس ودعت الدول الى تنفيذ تعهداتها المالية.

نحن امام قضية مركبة ساهمت فيها امريكا واوروبا باشعال الحرب الاهلية في ربوع سوريا ، وجعل الشام ارضا محروقة كي تنقض عليها اسرائيل مثلما فعلت من قبل مع فلسطين في ظل غياب المسئولية العربية .. فهل نفيق قبل خراب دمشق وقبل ان تطفأ عين العرب على الحدود التركية؟!

[email protected]