عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

جاء الوقت لنتنبه إلى أننا فى حاجة إلى إعلام يخاطب الخارج لا الداخل، إعلام يشرح أحوالنا ويدافع عن كياننا، ولا يسمح لأحد أن يقلب الأوضاع ويحوّل الأحداث الناصعة إلى سقطات مزعجة كثورة 30 يونية التى قالوا عنها إنها انقلاب، و«روچينى» الذى أَوْحوا أن مقتله كان من جهاتنا الأمنية، وليس عيبًا أن نطالب بالإعلام الخارجى الفائق نشاطه، فالدول المتقدمة تقدمًا ملحوظًا كأمريكا وروسيا والغرب تعمل به، بل الدول الأقل درجة كإيران وتركيا لا تأليا جهدًا فى سبيل رفعته. فها نحن نرى مناظرات الرئاسة فى أمريكا يسوق لها الإعلام فى الخارج على أنها غاية الديمقراطية، مع أنها فى واقع الأمر ما هى إلا تمثيلية مفضوجة لا معنى لها فى تقييم الفرد إلا فى الخطابة.

وكذلك ألمانيا مثلًا وبرلمانها الذى ترك كل شىء ليولى اهتمامه البالغ بإنشاء قناة دولية تليفزيونية خاصة بهم PW لا تبث فى برامجها شيئًا إلا للعالم الخارجى، مدبرين الأموال اللازمة لها من هنا وهناك، لينفثوا فيها تطلعاتهم، ويغيروا فيها من الحقائق ما يناسبهم وما يطمحون إليه من أخذ ما يريدون من خارج حدودهم.

فى الوقت الذى رأينا فيه إعلامنا الذى شمل عشرات الصحف والمجلات، ومثلهم من محطات إذاعة وقنوات تليفزيونية، لا يكلم إلا ناسنا، ولا يتحدث إلا إلينا دون أن يرحل إلى من بالخارج ما نريدهم أن يعرفوه، فلا نبلغهم الأخبار التى نريد توصيلها، من مشروعات وإنجازات نقوم بها، ولا نحلل لديهم أخبارنا، فلا صحيفة فى الخارج تقوم لنا بهذه المهمة، وإن كانت هناك صحيفة أو اثنتان مثل صحيفة «البواب» فى ألمانيا، التى يرأسها سورى فلسطينى، فإن هذه الصحيفة أو غيرها لا تستطيع بما لديها من إمكانيات أن تقوم بهذه المهمة. والمفروض أن نقوم نحن بها ونؤسس أكثر من صحيفة فى الخارج تنطق بلساننا، وتشير ببلادنا، بل المفروض كذلك أن نشترك فى الإصدار مع صحف أجنبية كما فعل الخليجيون الذين لجأوا لا إلى «الشراكة» وحسب، بل إلى الشراء الكامل أو الجزئى لبعض هذه الصحف. والأكثر من هذا ضرورة وجوب الإنشاء لوكالات أنباء عالمية تبلغ فى الاتساع والفحوى ما بلغته الوكالات الثلاث أو الأربع، الأمريكية منها والإنجليزية التى تحكم القبضة على الأخبار والتحليلات فى أنحاء العالم، وتسيْرها فى الأوجه الصالحة لدولها.

أما عن التليفزيون، فقد تجاهل الإعلام تسخيره للخدمة خارج البلاد، ولم يخصص قناة واحدة لهذا الغرض يهيئ فيها جلسات للمشاهير من علماء الدين والعلوم ولأقطاب الفن والرياضة، ولا يبخل فيها عن بث مسلسلات يدس فيها الإيحاءات الطيبة، حيث إن الدول المتطلعة تعرف قيمة هذه المسلسلات، بل إن بعضها كتركيا تستخدمها أسوأ استخدام وتحشر فيها ما يدفع إلى الفساد، ثم تبعث بها إلى دول تريدها أن تسقط وتندثر، وكذلك الإذاعة لا يجب للإعلام أن يتجاهل دورها، وهو قد نسيها تمامًا ولم يخصص فيها محطة واحدة هى الأخرى. ورحم الله صوت العرب أيام زمان الذى وإن اقتصرت مهمته على بلاد العرب ولم يتعد إرساله خارج حدودهم إلا أنه بتواصله معهم استطاع أن يصل إلى كل بيت عندهم.

وإلى جانب هذه الأدوات الإعلامية، لابد أن يسلك الإعلام طرقًا أخرى فيشترك مثلًا فى إنتاج الأفلام كما تفعل مخابرات أمريكا فى بلادها ضامًا فيها تاريخ الفراعنة وإنجازات «محمد على» ومن جاء بعده.

وينشر كتبًا ونشرات توزع فى الخارج، ويتتابع نشرها فترة بعد فترة ولا تقتصر على كتاب واحد لا يقرأه إلا مواطنونا كما فعلت هيئة الاستعلامات حديثًا وتباهت به. بل عليه ألا ينسى أولًا وأخيرًا ذلك «النت» الذى قلب موازين الإعلام فى العصر الحديث، والذى فى ألمانيا مثلًا بلغ استخدامه فى الشركات 95٪ وفى الأفراد 70٪، بل والذى بلغ تأثيره مبلغًا جعل الصين وإيران تتحفظان عليه عندهما خوفًا من فتح باب الهجوم على دولهم. وتشكل لجنة تؤمن بكل هذا، وتعمل بكل جهد وإيمان فى هذا السبيل حتي تنجلى صورة بلادنا، ويهل علينا السياح من كل جانب، والمستثمرون بكل طاقاتهم وإمكانياتهم.

 

الأستاذ بطب بنها