رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يقول المثل الشعبي «الحلو ما يكملش» وهو يُعبر عن عدم اكتمال عناصر النجاح أو الجمال أو الادارة الصحيحة لعمل ما يقوم به الإنسان غير المعصوم من الخطأ أو النقصان ، فالكمال طبعاً لله وحده .

وقفت بظهرها المُنحنى تلحفها حرارة الشمس . . وما أدراك بصيف هذا العام . . وضعت كيسا من الورق على رأسها لحمايته . . تتقدم خطوة للأمام وسرعان ما تتراجع خطوات أخرى للخلف ، هرباً وخوفاً من السيارات التى تتحرك بعشوائية خطيرة ، والأصوات المُزعجة التى هى خليط بين نداءات الباعة وسائقى الميكروباص . . صادرت منها الأيام مُعظم نور بصرها . . ولم يتبق لديها إلا القليل من القُدرة على النظر . . بصوت مُتحشرج يتخلله بين الحين والآخر كُحة تُعطل قدرتها على استكمال سؤالها عن وجهة الأتوبيس ، ولا يوجد من الناس الواقفين وسط الميدان وعلى محطة الأتوبيس «إلا من رحم ربى» من لديه الوقت ورُبما الصبر ليستمع للسيدة العجوز ، ومن يسعفه الوقت أو وخزة ضمير لا ينصت لسؤالها كاملاً ، لأنه يجرى مُسرعاً كى يلحق بالأتوبيس حيث ان السائق لا ينتظر أحدا، أما من يُجيبها فينطق نمرة سيارة مكونة من أربعة أرقام ، من الصعب على الانسان العادى حفظ الرقم اللى بالآلاف ، فما بالك بعجوز تسمع بصعوبة وترى بصعوبة أكثر ، وبدون أدنى شك لن تستطيع حفظ رقم الحافلة ، التى من المُفترض ان تقلها لوجهتها ، ناهيك عن عدم وجود أماكن آدمية لكبار السن تحميهم من أخطار ذلك الميدان العشوائى وسط القاهرة .

هذا هو مشهد تابعته وانا أقف مُنتظر صديق مُغترب قدم من هولندا فى زيارة لأرض الوطن بعد ثمانى سنوات ، وعلى الرغم انه ابن بلد من حى عابدين العريق ، الا ان المُتغيرات التى طرأت على المبانى وبناء الكبارى والأنفاق دون مُعاصرته لها أفقدته القدرة على التعرف على الأماكن بسهولة .

هذه صورة حية لبعض من مشاهد ميدان السيدة عائشة . . الف وستة وتسعين 1096 نطقها احد أولاد الحلال ، لكن السيدة العجوز لم تتمكن من سماع الرقم جيداً ولا حفظه طبعاً . . تقدمت اليها وفعلت ما أملاه على ضميرى . . الى هنا وانتهت مُشكلتها مؤقتاً ، لكن بالطبع هى مُتكررة مع عشرات وربما الآلاف آخرين وأخريات من كبار السن وأصحاب ظروف لا تمكنهم من حفظ أرقام الآلافات ، ولا أعرف من الذى تفتق ذهنه من السادة المسئولين فى هيئة النقل العام على ترقيم أتوبيسات النقل العام على هذا النحو .

وحتى تتخيلوا معى صعوبة الأمر أذكر لكم بعض من أرقام الأوتوبيسات مثل 1097 – 1099 – 1100 1101- وهكذا حدث ولا حرج ، وبالطبع لا ننكر ان هذه الأتوبيسات ساهمت في إنشاء خطوط جديدة لربط المُدن الجديدة بالقاهرة ، وتسيير خطوط بالشيخ زايد والتجمع الخامس والشروق ومدينة بدر.

رسالة إنسانية لكل من السيد اللواء رزق أبو على، رئيس هيئة النقل العام والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة : نرجو من سيادتكم التيسير على المواطنين الغلابة وتغيير أرقام الأوتوبيسات الى نمر سهلة الحفظ ، أو علامات مُميزة لكبار السن ، أو حتى ألوان ، ونحن على ثقة ان لديكم من الخبرات والكفاءات ما يسمح بتدارك هذا الأمر حرصاً منكم على تقديم الخدمات بشكل يؤدى الغرض منها دون صعوبات.

[email protected]