عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

كتبت فى الأسبوع الماضى أقول إن الجميع يلعب «جيم» على طريقته.. الدولة والإخوان والمواطن.. وتساءلت: هتنزل ولا لأ؟.. وقلت إن كل فريق سيتخذ قراره بناء على المعطيات عنده.. وكانت المفاجأة: لم ينزل أحد.. معناه أن المواطن انحاز لبلده وانتصر لمصر.. ومعناه أنه أدهش الآخرين إلى درجة الصدمة.. الإخوان فقدوا الأمل.. والدولة استعادت ثقتها بنفسها، ووضعت يدها على نقاط القوة عندها.. لكنها لا ينبغى أن تنسى شجاعة الشعب!

وفى موضع آخر، طالبت الرئيس بأن يوجه تحية للشعب.. وقلت إذا كان صانع القرار شجاعاً، فإن الشعب كان أكثر شجاعة، حين تحمل القرارات الاقتصادية بصبر وجلد.. واليوم أقول إنه شجاع مرتين.. والمرة الثانية حين لم يخرج فى مظاهرات 11/11 وانحاز من جديد للوطن.. وهو الأمر الذى قدّره الرئيس فعلاً.. وقال: أقدّر اختيار المصريين لمسار التنمية وتجنبهم لدعوات التخريب.. ومعناه أن الشعب «تحلى بالمسئولية» تجاه وطنه فعلاً!

أول أمس «السبت»، التقى الرئيس بما يسمى بمجلس الحرب، ويتكون من رئيس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، بالإضافة إلى وزراء الدفاع، والخارجية، والداخلية، والمالية، والتموين، ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية .. وكان الهدف دراسة آثار القرارات الاقتصادية على الناس.. وقد طالب بمزيد من الإجراءات للتوسع في برامج الحماية الاجتماعية، للتخفيف عن البسطاء ومعدومى الدخل، أو ما يسمى بالغلابة أحياناً!

كل هذا شيء طيب جداً.. فمن المهم أن تتحرك الدولة بدون دعوات تظاهر.. ومن المهم أن تكون نبض الناس.. لا أقول ترد لهم الجميل.. لأنها حقوق وليست مكرمات من أحد.. أما الخطوة الأهم، التى يشير إليها العنوان، فهى تتعلق بإطلاق سراح الشباب المحتجزين على ذمة الحبس الاحتياطى، وينبغى أن تكون خطوة تاريخية، سواء من حيث العدد، أو من حيث رمزيتها.. الحرية قبل الخبز يا ريس، ولو أدى الأمر لإطلاق الآلاف فوراً!

فلا يضير الدولة أن يخرج الشباب المحبوس احتياطياً.. فالإسراف فى العقوبة يُفسد المخطئين.. وقد يجعلهم عرضة للاختلاط بشباب الجماعة الضالة، فتكون الطامة الكبرى.. وفى اعتقادى أن الدولة حين عاقبت بعض الشباب كانت لا تريده أن يخرج واحداً من عتاة الإجرام، وإنما كانت تريده أن يعيش حالة تأديب وتهذيب وإصلاح.. فهل وضعت فى اعتبارها هذا؟.. وما الذى يفيدها أن تحتجز شاباً 18 شهراً مثلاً لأنه كتب رأياً مخالفاً للنظام؟!

وعلى أى حال، فإن الرئيس كما التقى «مجلس الحرب» لبحث تداعيات القرارات الاقتصادية، فقد التقى أيضاً لجنة العفو المنبثقة عن مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.. وأظن أن اللقاء الثانى لا يقل أهمية عن اللقاء الأول.. وفى تقديرى أن الرئيس جاد فى إطلاق سراح الشباب، ولا يريد أن تكون هذه اللجنة «شو إعلامى».. وأعضاء اللجنة يحاولون فعلاً تقديم خدمة وطنية.. وتشكيل اللجنة برئاسة د. أسامة الغزالى حرب تؤكد هذا الاهتمام الرئاسى!

التوقيت الآن مثالى فعلاً.. خاصة بعد فشل مظاهرات 11|11.. وهو توقيت أفضل لسببين.. أولاً لأن الدولة لا تتحرك الآن تحت ضغط.. ثانياً لأنها تفعل ذلك الآن بقلب بارد.. وبالتالى أرجو ألا تطيل الوقت.. وأرجو أن يكون القرار الرئاسى قد صدر، حين ترى هذه السطور النور، لنبدأ صفحة جديدة.. فالحرية قبل الخبز يا ريس!