عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

هى الشيطان الأعظم، إبليس العالم، رمز الغطرسة والإمبريالية، والعدو الأول للشعوب، هى عاصمة المؤامرات، وبيت الدسائس، ووطن المُخططات الدائمة، تلك هى أمريكا التى نراها، مُسلمين وعرب وشعوب شرقية، لذا لم يكن غريباً أن يشمّت شامتون عندما ضربت القاعدة بُرجى التجارة العالمية فى 11 سبتمبر، ووصل الأمر ببعض الناس أن نصّبوا أسامة بن لادن بطلاً قومياً.

وكان من الواضح أن هُناك عقيدة راسخة لدى قطاع كبير من مُثقفينا يتصور أن أمريكا مُنشغلة بوضع مُخططات ومؤامرات وحيل شيطانية لتخريب مصر وتدميرها، ووصل الأمر ببعض الزاعقين أن يُعلق خيبات أمل الشعوب العربية كُلها على شماعة مؤامرات الليل والنهار، فإذا فشلنا فى أداء، أو انهزمنا فى معركة، أو تراجعنا فى أمر اعتبرنا ذلك نتيجة كراهية أمريكا لنا.

وهى كراهية مبنية -فى ظنى- على تصور دائم بأن كُل مَن هُم أكبر أو أقوى أو أكثر تقدماً لا يرغبون لمن هُم دونهم فى التقدم أو التحسن، والحقيقة فإن مَن يقرأ التاريخ جيداً يتعلم جيداً، ويعى أن علاقات الدول لا تعرف الحُب والكراهية، لا تقبل الاستلطاف والنفور، لا تخضع  لدين أو ثقافة أو سمات، وإنما هى تدور سلباً وإيجاباً مع المصلحة، والمصلحة وحدها، بمعنى أن التخطيط ضد دولة أو لصالحها جائز، لكنه يرتبط بمصالح مُعينة ولا توجد دولة تتبنى كراهية دولة أخرى إلى الأبد، مثلما لا تتحالف قوة مع غيرها إلى ما لا نهاية.

ورُبما من اللطيف هُنا استعارة عبارة جميلة يُرددها صديقنا الأديب والكاتب مُصطفى بيومى بأننا نُصر دائماً أن نلعب مع أمريكا «عشرة طاولة»، بينما هى تلعب مع كافة دول العالم مباريات شطرنج، بمعنى أننا يجب بداية أن نُقرر إن كان لابد أن تكون لنا علاقات مع أمريكا أم لا؟.. وإذا كانت الإجابة بنعم، وهو أمر طبيعى ومحمود، فيجب أن نُحدد إطارات العلاقة، بل يجب أن نُقرر بشكل واضح أنها علاقة قائمة على المصالح المتبادلة، ماذا سنكسب من أمريكا؟.. وماذا سيكسبون هُم بعيداً عن الكلام المُسطح المُكرر بأنهم يكرهوننا ويرغبون فى تدميرنا تماماً من على كوكب الأرض؟

إننى أتصور أن تغيُر الإدارة الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا فرصة طيبة لإعادة تخطيط العلاقات، على الرغم من تيقُنى أن الإدارة الأمريكية ليست أمريكا وإنما هى ضلع من عدة أضلاع للولايات المتحدة، وأننا حتى فى ظل خفوت العلاقات الرسمية بين البلدين طوال حُكم وجود باراك أوباما فإن التعاون والتنسيق كان قوياً وعظيماُ خاصة بين المؤسستين العسكريتين فى كلا البلدين، واللتين أيقنتا أن هُناك مصالح مشتركة عديدة.

لمِصر، لا لأى شىء آخر أعتقد أننا يجب أن نرسم طريقاً للمصالح المُشتركة مع أمريكا، وحسبُنا أن ننظر بعين التأمل والتدبر لما جرى بين واشنطن وهافانا، ثُم ما جرى بعد بين أمريكا وإيران من اتفاق وتقارب.

والله أعلى وأعلم.

[email protected]