رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

أظن أن إصرار الرئيس السيسى على بناء عاصمة جديدة يعود والله أعلم إلى الرائحة القذرة التى تفوح من الشوارع، ويبدو والعلم عند الله أن الخبراء أكدوا له أن الحكومة بالإضافة إلى القوات المسلحة والشرطة وبعض النخب والإعلاميين وبعض البرلمانيين لن ينجحوا فى تنظيف القاهرة من القمامة ومن رائحة البول التى تشمها على بعد كيلو متر من الكباري والميادين والشوارع الرئيسية والمنشآت الحكومية، كما أنهم لن ينجحوا أيضا فى إقناع المصريين الغلابة والسائح العربي والأجنبي بأن شوارعنا زى الفل، ورائحتها مسك وعنبر، لهذا نصح الخبراء الرئيس ببناء مدينة جديدة لا يلقى سكانها القمامة فى الشوارع، ولا يقف شبابها ورجالها وأطفالها يبولون فوق الكباري، وخلف المباني، وفى حدائق الميادين، وفى المناطق الأثرية. 

أتذكر جيدا قبل سنوات زار بيل كلينتون القاهرة بعد انتهاء فترة رئاسته، وألقى كلمة بغرفة التجارة الأمريكية، أظنها أخجلتنا جميعا، قال فيها: إن مشكلة القمامة واحدة من أهم التحديات التى تواجه القاهرة، ودعا منظمات المجتمع المدنى للتدخل لحل هذه المشكلة، وقال إنه من الممكن أن تكون القمامة مصدرا للثروة، من خلال التوسع فى صناعة إعادة التدوير وإنتاج الطاقة من المخلفات بما يقلل من استيراد مصر للطاقة ويوفر فرص العمل، بالطبع كلام كلينتون معناه الوحيد أن القاهرة الكبرى مدينة قذرة، وأن القمامة هى العلامة الرئيسية لهذا البلد، ويعنى أيضا أن حكوماتنا المتعاقبة ليست نظيفة، وأنها أهملت إهمالا جسيما فى تنظيف البلاد، كلينتون اقترح يومها تدوير القمامة والاستفادة منها فى توليد الطاقة، وهذه الفكرة سبق وتم تداوله منذ سنوات، لكن الحكومات المصرية المتعاقبة لم تسمع ولم تفهم، كما أنها لم تشم أيضا رائحة القمامة، والحقيقة ان كلينتون ليس الزائر الوحيد الذى انتبه لكم القمامة والقذارة التى تملأ الشوارع، العديد من السياح العرب والأجانب انتبهوا وانتقدوا، بعضهم قال إن رائحة القمامة والبول فى كل شوارع القاهرة، وحذر بعضهم من السير أعلى وأسفل الكبارى وخلف المنشآت الحكومية، وحذر كذلك من انتشار الأمراض الصدرية، واخرون حذروا من تلوث ذاكرة اطفالنا البصرية وتعليمهم عادة فى غاية السوء، وهى أن يخلع ملابسه فى الشارع أو أعلى الكبارى ويبول، بالطبع رؤساء الحكومات والوزراء لا يعرفون معنى كلمة تلوث، ولا معنى كلمة قمامة، وأنوفهم لا تشم رائحة البول والقذارة، لأنهم يركبون السيارات الفاخرة والمكيفة، والمحافظون ورؤساء هيئات النظافة والتجميل مثلهم تماما،

 المسئول أو السائح العربي والأجنبي يعلم جيدا أنه لا أمل فى الحكومة، ونحن تعبنا من المطالبة والمناشدة، لهذا سنجلس وننتظر انتهاء الرئيس السيسى من العاصمة الجديدة لكى ننتقل إليها، أو نترقب زيارة بيل كلينتون أو أى مسئول أجنبي لكى نراه وهو يمسك أنفه، ويسرع الخطى فى المواقع الأثرية، والمنشآت الحكومية، وفوق وأسفل الكباري، وفى بعض الشوارع والميادين الرئيسية، ويتمتم قائلا: إفيييه، الله يئرفكم، ثم يذهب لأقرب مكان نظيف ويطالبنا بتنظيف وتطهير الشوارع والكباري وأسوار المباني والمنشآت الحكومية من القمامة ورائحة البول، وساعتها سوف تنقل وسائل الإعلام العالمية صوره وتمتمته وكلمته، وستنشر الصحف مانشيت على لسانه: القاهرة مدينة قذرة، ويومها سوف نهاجم كلينتون أو المسئول الأجنبي، سنهاجم أيضا وسائل الإعلام التي نقلت صوره وتحذيراته، وبعون الله سوف نتهم كلينتون ووسائل الإعلام بالتآمر مع الإخوان والتخطيط لضرب السياحة فى مصر.

[email protected]