حكاوى
هناك تحديات كثيرة تواجه الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته مصر، فرغم أن هذه الخطوة الرائعة كان يجب أن تتم منذ أكثر من أربعين سنة، ولم يقدر النظام الحاكم على اتخاذها طوال هذه المدة الزمنية، إلا أن الدولة الجديدة كانت قادرة بجدارة فائقة على اتخاذ هذه الخطوة المهمة، طوال الأربعين عاماً الماضية لم يجرؤ أحد على اتخاذ هذا القرار تحسباً للتحديات الكبيرة التى تطرأ بسبب خطوات الإصلاح.
نعم هناك تحديات داخلية وخارجية كثيرة كانت تمنع صاحب القرار فى مصر من الإقدام على ذلك، ولذلك نجد أن هناك اتصالات كثيرة كانت تريد منع هذه الخطوة، ليس لعدم قناعة أصحابها بعدم جدوى الخطوات الإصلاحية، وإنما لعدة اعتبارات سياسية واقتصادية حتى جاء اليوم الذى صدرت فيه بدايات الخطوات نحو هذا الإصلاح المنشود والمقصود، ولذلك فإن دهشة أعداء الوطن والمواطن كانت كبيرة لدرجة أنهم فقدوا صوابهم بعد صدور قرار بدء الإصلاح الاقتصادى والذى تمثل فى تحرير سعر صرف الجنيه أو تعويمه أياً كانت التسمية، ورفع جزء لدعم أسعار الوقود، لقد أعرب أعداء الوطن عن دهشتهم واستغرابهم من هذا القرار فى هذا التوقيت، الذى تمارس فيه جماعات التطرف هواية تحديد مواعيد للاحتجاج وكان آخر هذه الدعوات ما أطلق عليه يوم 11/11، وهكذا!!
التحديات التى تواجه الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته الحكومة، تأتى من الداخل عن طريق الجماعات المتطرفة أو من الخارج من الاستعمار الجديد المتمثل فى دول الأنجلو ـ أمريكى. وأصحاب دعوات تعطيل الإصلاح لديهم مخططات شيطانية خبيثة، تعتمد على إثارة الرأى العام وتهييج الناس، وبث الروح الانهزامية بين المواطنين، فى حين أنهم يعلمون جيداً أن هذه الخطوات كانت البداية الحقيقية للاصلاح وكيف يتم القضاء على الروح الانهزامية السائدة.
هذا ما يتعلق بشأن الداخل الذى تمثل فى أهل الشر الذين لا يريدون خيراً للبلاد.
أما الخارج فهو يتربص بالبلاد بشكل بات عليناً ظاهرياً، وتتعامل الدولة بحكمة بالغة فى هذا الشأن، وتبدو مظاهر التحدى للإصلاح من خلال الاصطياد فى الماء العكر والسعى بكل السبل لتعطيل أي نجاح، أو خير للبلاد، لأن هناك هدفا لهم أكبر يتمثل فى إسقاط مصر وتركيعها واغراقها فى الفوضى، ومن هذا المنطلق بات مهماً عدم ترك الفرصة للأعداء فى الداخل أو الخارج كى يحققوا أهدافهم الشيطانية!!!