رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

طالعت باهتمام بالغ مقالًا للدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر لصحيفة «المصرى اليوم» الصادرة السبت 29 أكتوبر، المقال يرصد واقع مشاركة المرأة فى ثورة يناير 2011، وأن رأى البعض أن مشاركة المرأة كانت محدودة، بينما خالفه البعض الرأى فى أنها كانت مشاركة وبقوة وفاعلية، وذهب البعض إلى أن المشاركة كانت قوية نهارًا ومحدودة ليلًا وأنا شخصيًا مهتم تمامًا بقضايا المرأة، وكنت حريصًا على أن تظهر بصورة تناسب قيمتها ومقامها الرفيع فى المجتمع عندما توليت مسئولية رئاسة مجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، فى البداية أقدم التحية لأساتذتنا الدكتورة هدى بدران مثمنًا خبرتها الطويلة فى هذا المجال، وعلى هذا التصور الذى حمل طابعًا نقاشيًا ثريًا، وصف مشكلة التاء المربوطة مع المجتمع الذكورى منذ بدء الخليقة، وحتى الآن هذه التاء التى تشكل النصف فى مجتمع قاد فيه الرجل المهمة، وجلس على كرسى عرشها ولا يريد أن يتنازل عن مكاسبه التى حققها سواء عن طريق طبيعته البشرية أو التحافًا بالرسائل والقوانين السماوية التى أكدت حقوقًا للرجل فهمها خطأ فى أنه له حق السيادة والسيطرة على مجريات الحياة الاجتماعية دون النظر لتقدير حجم مشاركة المرأة، التى تبدو واضحة وظاهرة بخلاف ما أحله الرجل لنفسه من تفسير متوافق مع الواقع الذكورى الذى حبس نفسه فيه ولا يريد أن يخرج منه ويصر عليه فى تحد سافر لوجود المرأة كشريك أساسى فى المجتمع مشاركة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها وبدونها تتوقف الحياة، فهى مريم وآمنة وخديجة وعائشة والخنساء وهاجر وسارة وأم كلثوم بنت الحبيب وأم سلمة وأسماء بنت أبوبكر والشيماء، عشرات سيدات التاء المربوطة، من منا ينسى حتشبسوت ونفرتيتى وكليوباترا وشجرة الدر، من منا ينسى صفية زغلول وهدى شعراوى وروزاليوسف وسهير القلماوى وأمينة السعيد وسميرة موسى ومفيدة عبدالرحمن وعائشة راتب وآمال عثمان إلى غادة والى وسحر نصر وداليا خورشيد، كوكبة من قطوف الياء المربوطة أكدت وجودهن على خريطة العمل الجاد رغم وجود قيود فرضت عليهن من الرجال باتباع أساليب الكر والفر الموروثة والمعلبة لخدمة الرجال وأهدافهم فى التسيد فى ظل كل هذه الظروف يخرج علينا المقال بتبنى حملة تحمل شعار التاء المربوطة، وهو شعار يستخدمه أيضًا المجلس القومى للمرأة، قد يكون هناك تنافس لخدمة قضايا التاء بين المجلس القومى للمرأة ككيان حكومى وبين الاتحاد العام لنساء مصر ككيان أهلى، إلا أنه من وجهة نظرى كنت أتمنى من الاتحاد العام لنساء مصر وهو الراسخ فى المهمة من أيام هدى شعراوى أن ينتفض لدعم الشكل المزرى الذى نراه للمرأة فى المسلسلات التليفزيونية ولا يترك الحبل على غاربه للمتربصين بهيبة وجلال المرأة كشريك أساسى فى المجتمع.

التنافس واضح والأهداف والمضامين واحدة.. هذه الأهداف وتلك المضامين وجدت أساسًا لخدمة تأكيد قيمة وقامة المرأة داخل المجتمع وإن كان هناك خلاف، فهو تباين فى طرح قضايا المرأة بين جيل ثورتى 25 يناير و30 يونية، وبين جيل مارس المهمة من عشرات الستين، وقدم ما عنده وما زال يحاول أن يكون موجودًا فى سباحة مع تيار الهدف، ولكنها ضد تيار هذا الزمن الذى فرض واقعًا شبابيًا جديدًا يجب أن نفسح له الساحة ونتركه يقدم ما لديه من رؤى وأفكار شبابية وليدافع عن قضايا المرأة من وجهة نظره الشبابية وتقديم ما لديه لخدمة التاء المربوطة ولا يكون تنافسنا فى تحقيق الهدف سواء بالتاء أو الميم أو الأبجدية كلها على حساب مكاسب شبابية، وليكن التنافس بأفعال على الأرض وليس بشعارات حسنين ومحمدين التى عفى عليها الزمن وحق هذا الجيل أن نترك له الساحة، ونفسح لهم طريقًا واسعًا بدون مزاحمة لتحقيق ما يرون فيه وجود مصر جديدة كما تمنوها، واستشهد بعضهم من الجنسين بسببها ولا تزاحمهم فى أهدافهم حتى نترك لهم خيار تقديم الشكر لأجيال محترمة قدمت جهودها لخدمة التاء المربوطة عشرات السنين وفى ظروف ناسبت الهدف ووافقت الزمن والذى تغير كثيرًا، وأصبح وجود الكبار فيه مزاحمة غير واجبة ولا يجب أبدًا أن نترك صورة المرأة بهذا الشكل، خاصة فى المسلسلات وتتفرغ فى إشكالية لأجيال منهم له حق الفرصة وجيل آخر وجب له الشكر على ما قدمه ولا يكون تعدد منابر الدفاع عن المرأة مدخلًا لفرض كيانات بعينها على أرض واقع لم يحقق طموحات المرأة من أيام هدى شعراوى حتى الآن.. وفى النهاية أرجو أن يتبنى اتحاد نساء مصر التعاون مع شركة صوت القاهرة لإنتاج عدد من المسلسلات لتغير الصورة التى نرى عليها المرأة فى المسلسلات التليفزيونية الآن ليكون ما نقوله مكتوبًا واقعًا على الأرض.