رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يأتيني موزع الصحف في الصباح الباكر بثلاث جرائد.. «الوفد» و«المصري اليوم» و«الأهرام».. وأتصفح سريعا عناوين الصفحات الأول ثم انتقل لصفحة الوفيات في الأهرام واقرأ الفاتحة لمن سبقوني من الرفاق والأحباب وأخلص إلي الصفحة الأخيرة حيث مقال الأستاذ الكبير صلاح منتصر.

- وكان عنوان مقاله في الخميس قبل الماضي هكذا: في داهية حقوق الإنسان!

وقد أصابني هذا العنوان بالنكد رغم تأكدي تماما أن تلك العبارة منسوبة لأحد كبار مفكري حقوق الإنسان.. ولكن الجملة المفيدة المكونة من أربع كلمات كانت مؤذية مثل من قال «ولا تقربوا الصلاة».. وسكت..

- ولكن لم أسكت لأنني مهموم بانتهاكات حقوق الإنسان منذ ستين عاما وسجلتها في موسوعة أحوال مصر في ثلث قرن إصدار منشأة المعارف بالإسكندرية جمعت فيها كل عذابي وآلامي وسمعي وبصري للانتهاكات الجسيمة جداً لحقوق الإنسان التي نبهنا الحاكم في مصر إليها فكان رده مثل عنوان مقال الأستاذ صلاح منتصر حتي أصابنا اليأس منه فشكوناه إلي الأمم المتحدة.. أي والله.. للأمم المتحدة بمركزها لحقوق الإنسان في جنيف عندما اعتقلت السلطات الطالب مصطفي محمد عبدالحميد عثمان بالسنة الثالثة في كلية الطب بالزقازيق ونسبت إليه تهمة الاشتراك في الشروع بقتل وزير الداخلية زكي بدر، وألقت السلطات بالشاب القناوي في ليمان طرة في ديسمبر 1989 وذهب أخوه لزيارته في السجن بعد أسبوع فلم يجده وقالوا له إنهم أفرجوا عنه وأخبره زملاؤه في الزنزانة بأن مباحث أمن الدولة في لاظوغلي أتت ليلاً وسحبته للتحقيق واستخلاص الاعترافات ثم أعادته وكان في حالة يرثي لها من التعذيب المفضي إلي الموت.. وداخ شقيقه في البحث عنه، ولجأنا معه لكل السلطات بما فيها رئيس الدولة محمد حسني مبارك، ولكن لا فائدة، حتي رفعنا دعوي لإثبات مسئولية وزارة الداخلية عن اختفاء الشاب، وحكمت المحكمة بمسئولية الوزارة وألزمتها بدفع مائة ألف جنيه تعويضا لأمه وأخيه لأن أباه كان قد فقد بصره حزنا علي الولد ثم مات محسوراً عليه، وأوشكت أمه أن تلحق به فرفضت أن تأخذ تعويضاً عنه وقالت لابنها قبل أن تسلم الروح.. ولا مليون جنيه.. أنا عاوزه عظمة ابني أدفنها جنبي.

- وعندما نتكلم عن الداهية في موضوع حقوق الإنسان فإننا نوجهها لمنتهكي تلك الحقوق، وقد استجاب الله سبحانه وتعالي لدعاء أم الطالب ضحية حكم الرئيس في ثلاثين سنة وألقي بالحاكم وابنيه في السجن منذ إسقاط نظامه حتي اليوم.. وتحقق عنوان مقالنا وليس عنوان مقال الأستاذ صلاح منتصر.

- والأم الغلبانة التي ركبت قطار الصعيد ودخلت دورة المياه ومعها رضيعها.. وما أن وضعت قدميها علي أرضية الحمام حتي هوت بها لتفتك بها عجلات القطار، ويسمع أهلها بكاء الرضيع فيفتحون الباب ولا يجدون الأم.. ويشكون أصحاب الهمم العالية بمصلحة السكة الحديد عن إهمالها وتطلب النيابة العامة عرض عربة القطار عليها ولا تحترم مصلحة السكة الحديد نفسها وتغش النيابة العامة بأن تضع صاجة كبيرة علي أرضية الحمام وتغطيها بالأسمنت وتقول للنيابة هذه هي العربة المقصودة!!

أرأيتم أكثر من هذا ما يغيظ؟؟ وننشر هذه الفضيحة في «الوفد» يوم 19/5/1998.. فهل تحرك السيد رئيس الجمهورية؟؟ أبداً.

- والأم الصعيدية الأخري التي احترق أولادها الستة القادمين إيها في العيد من الأزهر الشريف بالقاهرة، فإذا بالنار تشتعل في القطار الذي خرج من ورش الصيانة مغسولا بالجاز فاشتعلت به النار وراحت أرواح الشبان الستة الذين كتبنا عنهم وعن مأساة أمهم في «الوفد» يوم 9/3/2002 فهل تحرك رئيس النظام الحاكم لمحاسبة وزير النقل والمصلحة وتعويض الأم الغلبانة؟؟ أم سكت استخفافاً بأرواح الناس واستهزاءً بحقوق الإنسان حتي ثار عليه الشعب في 25 يناير 2011 وأسقطه وألقاه علي ظهره أمام محكمة الجنايات ومعه ابناه قرة عينيه في مذلة ومهانة لا مثيل لها جزاءًا وفاقاً لاستخفافه بحقوق الشعب والإنسان المصري؟؟

- واشتكي لنا نزلاء السجون من سوء المعاملة وانحطاط المعيشة حتي أن 147 سجينا في ليمان طرة وينامون في زنزانة أو عنبر مساحة 30*6 أمتار ويقضون حاجاتهم في ثلاثة مراحيض فقط حتي اضطررنا لاستدعاء منظمة دولية لحقوق الإنسان لكي تعاين السجون وتنشر عنها تقريرا تلخص فيه حالة السجون في كلمة واحدة filrhy يعني زفت..

- والداهية التي أخذت الرئيس الذي حكمنا ثلاثين عاما عاجلت أيضا رئيس نظام فاجراً عاقب طالبة جامع ناشطة سياسيا ضد الحكومة بأن عرضوَّها للتعذيب البشع في المناطق الحساسة من جسدها ثم تركوها عارية تماما عن زنزانة مع المجرمين.. ولكن الله لم يترك سجانيها بل أسطقهم في عروشهم وألقي بهم في داهية مثلما ألقي رئيس جمهورية شيلي بينوشه في داهية لجبروته وإهدار حقوق الإنسان.

- هذا هو الصح وليس عنوان الأستاذ صلاح منتصر رغم علامة التعجب في العنوان.