عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توقفت مساء الأحد، أمام  خبر محزن عن استشهاد مجند برصاصات قناصة، كانت قد استهدفت  دورية متحركة فى الشيخ زويد شمال سيناء!

ولم يكن الذى استوقفتى أن مجندًا من جنود جيشنا العظيم قد سقط شهيدًا برصاص الإرهاب، فليست هذه هى المرة الأولى التى يستشهد فيها واحد من جنودنا الشجعان، دفاعًا عن كيان وطن، ولن تكون المرة الأخيرة فى الغالب!

ولا كان الذى استوقفنى أن المجند الشهيد قد جاد بحياته فى سبيل أن يحيا وطنه، فما أكثر زملائه الأبرار الذين جادوا بحياتهم، ضباطًا وجنودًا، فى السبيل ذاته!

لم يستوقفنى شيء من هذا كله، ولا مما يشبهه من أشياء، مع أهميتها فى أحوالها كلها!

وإنما استوقفنى أن المجند الشهيد، قد سقط شهيدًا برصاص "قناصة".. فهى كلمة أرجو أن نتوقف أمامها من ناحيتين:

الناحية الأولى أن القناص يظل فى حاجة إلى تدريب على مستوى رفيع، حتى يصبح فى إمكانه أن يصيب أهدافه قنصًا، والمعنى أنه يصيبها بدقة بالغة، ومنذ أول لحظة!

والناحية الثانية أن الشخص القناص لا يمكن أن يفعل ذلك بأى سلاح، ولا بأى بندقية، ولكنه يبقى فى حاجة أيضًا الي  سلاح متطور جدًا، والى بندقية من  نوع خاص، ليحقق مراده فى هذا الاتجاه!

وتذكرت أن خالد الإسلامبولى، لم يكن ليستطيع اغتيال السادات، لو لم يتفق مع قناص اسمه حسين عباس لتحقيق الهدف، ولو غابت مثل هذه الفكرة عن الإسلامبولى، ما نجحت خطته، وما كان البطل أنور السادات قد سقط شهيدًا فى يوم عيده !.. إذ تبين بعد حادث المنصة، أن الرصاصة الوحيدة التى جاءت قاتلة فى جسد بطل الحرب والسلام، كانت رصاصة حسين عباس على وجه التحديد!

والسؤال هو: من أين لإرهاب سيناء، هذا السلاح  المخصص للقنص، وهو سلاح بطبيعته لا يتوفر لصاحبه بسهولة أبدًا، وبمعنى آخر فإن توفيره أتصور أنه فى حاجة إلى إمكانات دول توفره!

ثم سؤال آخر: أين، وكيف تدرب القناص الذى أصاب الجندى الشهيد ؟!.. إن مثل هذا التدريب بدوره لا توفره إلا إمكانات دول أيضًا، لا إمكانات أفراد فى حدودهم  أبدًا!

فما هى بالضبط تلك الدول التى تمول وتدرب أفرادًا، لينالوا فى النهاية، من جنود أو ضباط أبطال فى الجيش المصرى العظيم؟!

أتخيل أن الأجهزة ذات الشأن فى البلد تملك الإجابة على هذا السؤال الأخير، وأتخيل كذلك أن أجهزتنا التى تعمل فى هذا الحقل، تتعامل مع الإجابة على هذا السؤال،  بمنطق أنه ليس كل ما يعرف يقال، خصوصًا فى العلاقات بين الدول، وهو منطق مفهوم على كل حال فى إطاره المشار إليه!

غير أنى أتخيل فى الوقت ذاته، أنه من المهم للغاية، أن تسرّب  أجهزتنا المعنية، بعضًا مما عندها من معلومات فى  هذا الملف، من وقت إلى آخر، لا لشيء، إلا ليعرف أبناء هذا الشعب حدود المعركة التى يخوضها جيشه فى سيناء، وكيف أنها معركة، أو بالأحرى هى حرب، مع دول، وليست مع إرهابيين متفرقين، ولا حتى مع جماعات إرهاب شاردة هنا، أوهناك!

من المهم جدًا أن يكون الشعب بكل فئاته على دراية بهذا المعنى، حتى يظل يساند جيشه وهو يسانده، على أساس من العلم بطبيعة وحدود الحرب هناك عشت لنا باسلًا، وسالمًا، أيها الجيش العظيم!