رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك.. لابد يوم برضه ويعدلها سيدك... إن كان شيل الحمول على ظهرك يكيدك... أهون عليك يا حر من مدة ايديك... كلمات، بديع خيرى، موسيقى وغناء، سيد درويش، فى رواية أو مسرحية قولو له عام 1919  أعتاب الحرب العالمية الأولى والتى استمرت 4 سنوات من 1914 حتى نوفمبر 1918... وكانت بريطانيا الاستعمارية تستغل مصر وجميع مستعمراتها لإمدادها بالجنود والثروات فى تلك الحرب الضروس التى راح ضحيتها الملايين من البشر وكتبت تلك الحرب نهاية الدولة العثمانية والامبراطورية الروسية والألمانية... الحرب قدر مصر سواء دولة مستعمرة تحت الاحتلال أو دولة حرة مستقلة تحارب ليكون قرارها بيدها تملك حريتها واستقلالها والذى تحاول الدول المحيطة أن تسيطر عليه وتسلب إرادة مصر وأرضها عن طريق الضغط بكل الطرق سواء العسكرى فى الحرب الدائرة فى سيناء أو الضغط الداخلى من خلال الإرهاب والأزمات الاقتصادية واتباع سياسة الاحتكار والمنع بعد أن منعت السعودية عن مصر البترول ومنتجاته من قبل أكبر شركة بترول «أرامكو» وذلك لعدة أسباب أهمها مؤتمر شيخ الأزهر فى الشيشان والذى أخرج الوهابية والسلفية من مذهبهم من أهل السُنة وأيضاً لرفض مصر الدخول فى معترك الحرب السعودية الدائرة فى اليمن بين الحوثيين وأهل السُنة وأنصار الرئيس السابق على عبدالله صالح ولأن مصر أيضاً رفضت أن تصوت لصالح السعودية وقطر فى حربها ضد سوريا وحلب بل وأيدت مصر القرار الروسي الذى يرفض التدخل الأجنبى فى سوريا عسكرياً... إذاً مصر تدفع ثمن استقلالها السياسي وإرادتها فى ألا ينكسر الوطن العربى ونتحول إلى دويلات يضرب فيها من يملك المال والسلاح النفطى والبلد والأهل لاختلافات فى مذهبهم أو ملة أو حتى دين وعقيدة.... مصر تحاصر اقتصادياً من الخارج وتمنع عنها السياحة ويمول بداخلها الإرهاب، كما تضرب من الداخل لأن النفوس ضعيفة ولأن الصغار والشباب تربوا وعاشوا فى ظل مجتمع استهلاكى يعتمد على السياحة وموارد الخدمات وليس الإنتاج ولأن الدولة على مدار أكثر من ثلاثين عاماً لم تبنِ سوى مصانع طوب وأسمنت وسيراميك وحديد تسليح للمبانى.... لكن لم تغير السياسة الزراعية لتحقق الاكتفاء من السلع الرئيسية ولم تتوسع فى التصدير وبناء مصانع سكر وسيارات ومستلزمات انتاج لتقضى على الاستيراد ولم تنتهج سياسة تعليمية وتربوية لجيل يعرف معنى وقيمة أن تمتلك حرفة أو مهنة تؤهلك لأن تكون فرداً منتجاً نافعاً لهذا الوطن أو الثقافة والإعلام فكانا يغذيان الاستهلاك المتوحش والفوضى فى الخلق والسلوك وعدم الانتماء، أما السياسيون والمثقفون فقد اكتفوا بالنقد والمعارضة وليس التواجد الشعبى والفكرى لخلق بديل حقيقى لهذا السلوك وتلك السياسات... اليوم ندفع جميعاً ثمن الماضى وثمن السياسات التعليمية والثقافية والإعلامية والسياسية والاقتصادية التى أدت بناء إلى هذا الحال... الإعلام والأسرة والدولة عليهم الدور الأكبر اليوم فى التوعية بضرورة الترشيد وتغيير أنماط الاستهلاك على أن تبدأ الدولة والحكومة فى طرح سياسة جديدة ليس للاستثمار ولكن للإنتاج الصناعى والزراعى وتعلن للشعب بوضوح... كفى استثمارات فى البناء والموبايل وفى الاستيراد وفى مشروعات لا تضخ عملات صعبة فى خزينة الدولة... وعلى المواطن أن يشد الحزام ولجام الاستهلاك العشوائى المتوحش حتى يظل حراً لا يمد يده لصندوق نقد أو لدولة مجاورة تهينه وتعايره وتمتهن كرامته... لابد من يوم ويفرجها رب العباد على أرض مصر المحروسة.