رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 في خضم الأزمة المصرية السعودية .. والتراشق الإعلامي المحموم .. من هنا وهناك .. حول تصويت مصر لصالح مشروع القرارالروسي ـ المرفوض ـ في الأمم المتحدة بشأن سوريا .. وغضب بعض الأخوة في الرياض من هذا التصويت الذي اعتبروه موجها ضد دولتهم .. ثم «مكيدة» قطع إمدادات البنزين والسولار السعودية عن مصر .. وصبر القاهرة وعتبها على الأشقاء لهذا السلوك العنيف.. ووسط كل ذلك تكاد تتوه القضية الأهم .. وهي أن هناك دولة تتمزق .. وشعبا شقيقا في سوريا العربية يباد ويشرد .. ويجتمع على سفك دمائه كل أشرار الأرض .. الذين يرتدي كل منهم مسوح القديسين وحماة الدين .. أو المحاربين دفاعا عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان!!

•• ومن المغالطات

التي برزت في الأزمة المصرية ـ السعودية .. بل وربما كانت هي الفتيل الذي أشعل تلك الأزمة .. ما ردده عبد الله المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة بعد التصويت .. حيث قال:«كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى موقف التوافق العربي من موقف المندوب العربي» .. في إشارة الى تصويت مندوب مصر عمرو رمضان على مشروع القرار الروسي.

والمغالطة هنا تكمن في الإيهام بأن هناك «توافقا عربيا» حول ما تراه الرياض ضروريا لإنهاء الصراع الدائر في سوريا .. وهو رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة أولا .. بينما ترى مصر أن السبيل الى ذلك هو الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف.

وهو بالمناسبة موقف دول عربية أخرى عديدة .. منها الجزائر وسلطنة عمان والعراق ولبنان وليبيا بشكل واضح  ومعلن .. إلى جانب دول أخرى مثل الكويت والبحرين والسودان بطريق غير مباشر .. فأين هذا «التوافق العربي» المزعوم؟!

•• بالأمس ..

تداولت وسائل الإعلام العربية والدولية .. ما كشفته وكالة أنباء سورية .. عن زيارة رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء على المملوك للقاهرة على رأس وفد أمني .. والتقائه خلال الزيارة بعدد من المسئولين الأمنيين المصريين .. للتباحث حول «تنسيق المواقف السياسية».

والحقيقة أن مثل هذا الخبر لا يبدو غريبا أو مفاجئا .. أو متماسا مع التوتر الحادث في العلاقات بين القاهرة والرياض .. بسبب تباين مواقف البلدين من الأزمة السورية.

•• وذلك ..

لأننا نرى أنه إذا كان هناك تباين بين مصر والسعودية فيما يتعلق بإشكالية بقاء «الأسد» في السلطة .. وهو ما ترى مصر أنه أمر يقرره الأخوة السوريون وحدهم .. كما ترى أن ما يحدث من تطورات لابد أن يؤدي الى بلورة سورية جديدة .. تتوافق مع إرادة الأطراف السورية .. كحل سياسي .. الا أن هناك مجالات تطابق عديدة بين القاهرة والرياض بشأن الأزمة السورية.

وهو ما عبر عنه وزير الخارجية سامح شكري .. قائلا:«في النهاية هناك تطابق في أن تستعيد سوريا استقرارها .. وتطابق في أن يتم تخليصها من مخاطر الإرهاب .. والحفاظ على حدود الدولة السورية وسياساتها .. وعدم التدخل خارج النطاق العربي في شئونها».

•• وهذا ..

هو ما نراه يؤهل مصر للقيام بدور أساسي خلال المرحلة القادمة للوساطة في إيجاد حل للمعضلة السورية .. خاصة وأنها تمتلك رؤية واضحة لهذا الحل .. وتحتفظ بعلاقات قوية وثابتة بجميع الأطراف ذات الصلة بالأزمة .. بما في ذلك المملكة العربية السعودية نفسها .. وروسيا .. وبشار الأسد .. ونرجح أن تكون زيارة الوفد الأمني السوري للقاهرة .. قد تمت في هذا الإطار.. وأن هناك وساطة مصرية تتبلور في الأفق القريب.