رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استكمالاً لما تناولته الأسبوع الماضى بشأن الساحل الشمالى وتحوله إلى مقبرة للاستثمار، أؤكد على ضرورة التحرك لإنقاذ البقية الباقية من أراضى الساحل الشمالى.. ومن الغريب فى هذا الخصوص أننا لم نسمع أن البرلمان تحرك وتنافس أعضاؤه على تقديم الاستجوابات، وأظننا لن نسمع، لأن سياسة «سمك لبن تمر هندى» هى التى باتت تدير شئوننا وتتحكم فى مقدراتنا، لأن سياسة «العشوائية فى أى حاجة وعلى حساب كل حاجة» أصبحت لها اليد الطولى بل الأطول على الإطلاق، فمن منا ينسى الأراضى الزراعية التى تم تدميرها وتبويرها وتصحيرها بفعل العشوائية؟.. من منا ينسى العشش الصفيح والبيوت على المقابر والحوارى والأزقة التى اغتالت التنمية ولا تزال بفعل العشوائية؟.. من منا ينسى الآثار التى تهدمت لغرقها فى مياه المجارى أو تم تركها للصوص أو تم إهمالها بسبب الكسل وبفعل العشوائية؟.. من منا ينسى أن كل شىء فى مصر يتدهور ويتحطم وينهار «التعليم، الصحة، الإسكان، المرافق العامة» بسبب العشوائية؟

إننا أمام كارثة محققة صُنِعَت برعاية الدولة وتحت عينها وحاضرة فى كل لحظة رغم غيابها عن المسئولين، فالاستمرار فى زراعة الغابات الأسمنتية فى الساحل الشمالى سيعوق أى إمكانية فى تطوير الساحل وسيمثل تشويهاً له وليس تعميراً وستحرم المصريين من حوالى 400 ألف فدان كان يمكن استصلاحها والاستفادة منها فى تنمية الحاصلات الزراعية والحد من استيراد غالبيتها وسيحرمهم كذلك من حوالى 300 مليار جنيه ملقاة فى طوب وأسمنت ومبانٍ عشوائية تنهشها محدودية الخدمات وانعدام المرافق وغياب الصيانة وإهدار الودائع المتعلقة بها فى حوافز وبدلات لموظفى القرى السياحية.

يا سادة، فى الساحل الشمالى بات القبح سيد الموقف وحُجِبَ جمال البحر عن العيون بسبب أصحاب الضمائر الغائبة ولا تزال الجريمة مستمرة ولا يزال الزحف على بقية أراضى الساحل الشمالى مستمراً، ومن كانوا يبنون من العجمى حتى مارينا انتقلوا للضبعة وما بعدها، ولمَ لا؟!.. فقد سبق أن حصلوا على هذه الأراضى بتراب الفلوس، ومن اشتروا عقارات من العجمى حتى مارينا لم يؤذِهِم كثيراً ما دفعوا وهجروا بيوتهم وأغلقوها واشتروا بدلاً منها بعد الكيلو 175 الساحلى وكأن هناك عمداً فى تغليب ثقافة الفوضى على ثقافة الجمال، والاستمرار فى احتلال شاطئ البحر المتوسط المفترض ملكيته لعموم المصريين فى إشارة واضحة إلى أن هناك مؤامرة مكتملة الأركان على مصر وموارد مصر: فمن هم جنود هذه المؤامرة؟.. ولمصلحة من يعملون؟.. وإلى متى سيعيثون فى مواردنا تخريباً وتدميراً؟.. ومتى سيتحرك الشرفاء من أجل إنقاذ مصر منهم؟