رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لله والوطن

 وماذا لو أن شيئا قد حدث بالفعل في مصر .. بعد التحذيرات الأمنية التي أطلقتها سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا .. وبعد أن وصفت السفارة الأمريكية هذا التحذير بأنه روتيني .. بمناسبة «الويك إند» أو بمناسبة «أوكازيون الأسعار» ؟!

ألا يعني ذلك ضلوع هذه الدول فيما يحدث؟ أو على الأقل تواطؤها مع ما يحدث .. بعلمها به مسبقا .. وإخفائه عن السلطات المصرية .. بل وتضليلها بادعاء عدم وجود سبب محدد للتحذير؟!

•• كاذبون

بالتأكيد .. السفارة الأمريكية مارست الكذب والتدليس في ردها على استفسار وزارة الخارجية عن حقيقة تحذيراتها .. ولماذا لم تنسق في ذلك مع السلطات الرسمية المصرية؟ .. وقد تكون السفارات الثلاث  لديها بالفعل معلومات .. بنوا عليها تحذيراتهم .. أو أنهم لا يمتلكون معلومات .. وإنما فقط أرادوا الشوشرة .. وتوجيه طعنة اقتصادية جديدة لمصر بزعم عدم استقرارها أمنيا ..  في إطار مخطط تجفيف موارد النقد الأجنبي .. والذي بدأ بضرب السياحة .. ثم الترويج للطرق البديلة لقناة السويس .. وجمع مدخرات وتحويلات المصريين بالخارج عن طريق المضاربة على أسعار الصرف .. وأخيرا استهداف الصادرات المصرية .. وخاصة الزراعية والغذائية منها .. بزعم خطورتها على الصحة في الدول المستوردة.

•• ولماذا الآن؟

تستطيع أن تجيب بنفسك عن هذا السؤال .. بقراءة بسيطة للمشهد الحالي .. فالسياحة مرشحة لانتعاشة جديدة بعد أن بدأت الطائرات الألمانية تتوافد على شرم الشيخ .. وكذلك اقتراب عودة السياحة الروسية بقوة .. كما تقترب مصر من توقيع قرض صندوق النقد الدولي .. وما سيكون لذلك من تأثيرات يراها الاقتصاديون إيجابية بالنسبة لبرامج التنمية والاصلاح .. كما أن إجراءات إصلاح السياسات النقدية التي أوشكت الدولة على تفعيلها .. سيكون لها ـ رغم بعض السلبيات ـ مردود إيجابي على الصادرات .. والأسواق .. خاصة فيما يتعلق باستقرار أسعار الصرف .. أضف الى ذلك الثمار الايجابية المرتقبة لقرار هيئة قناة السويس تحصيل رسوم المرور باليوان الصيني .. ضمن سلة العملات الرئيسية .. وما يصاحب ذلك من انفتاح مصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا على الصين وروسيا ودول أخرى غربية .. ليست من بينها الولايات المتحدة الأمريكية .. خاصة فيما يتعلق بصفقات استيراد السلاح وإجراء المناورات العسكرية المشتركة.. وأخيرا الموقف المصري الداعم للدور الروسي في الأزمة السورية .. والذي تجلى في تأييد مصر لمشروع القرار الروسي الخاص بذلك في مجلس الأمن .. والذي لم يحظ بالتصويت الكافي.

•• والمرجح

أن السفارات الثلاث تعمدت اختيار توقيت نشر تحذيراتها المشبوهة .. تزامنا مع توقعها صدور أحكام في قضيتين إرهابيتين لقيادات الإخوان .. هما قضيتا خلية الزيتون الإرهابية وأحداث قصر الاتحادية المتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسي.. وتزامنا أيضا مع صدور تهديدات مما يسمى «تيار محمد كمال في تنظيم الإخوان» .. وهو القيادي وعضو مكتب الإرشاد وقائد لجان العمليات النوعية..  الذي أعلنت وزارة الداخلية مصرعه في تشابك بالرصاص أثناء القبض عليه .. وتتوعد جماعته بشن هجمات ارهابية انتقاما لقتله.

وحتى الانتهاء من كتابة هذه السطور ظهر أمس .. لم يكن شيئا سيئا قد حدث.. لا قدر الله .. لكن من أدراك أن مروجي الشائعات .. ومن يوالونهم من جماعات الإرهاب سيستسلمون لانكشاف كذبهم وخداعهم؟

•• ولذلك وجب استمرار حالة اليقظة والتعامل جديا مع الأمر .. دون تهوين أو تهويل .. وحفــظ الله مصــر وشعبــها وجيشــها مــن كــل ســوء .. ووقــاهــا شــر الفتــن والمــؤامــرات.